الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمة الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن يبارك فيك وفي زوجك، وأن يعينك على القيام بحقه، وأن يرزقك رضاه عنك، كما نسأله تبارك وتعالى أن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يعافيك من كل سوء وأن يصرف عنك كل بلاء، وأن يقيك حقد الحاقدين وحسد الحاسدين ومكر الماكرين.
بخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإن حقوق الزوج على زوجته كثيرة، أهم هذه الحقوق إنما هي طاعته في المعروف، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها رضاً بما يصنع).
إذن طاعة الزوج في:
(1) كل ما يأمر به ما دمت قادرة على تنفيذه وما دام لا يتعارض مع شرع الله تعالى.
(2) عدم الخروج من بيته إلا بإذنه.
(3) عدم السماح لأحد أن يدخل بيته أيضاً إلا بإذنه.
(4) عدم الإنفاق من ماله إلا بعد استئذانه أيضاً.
(5) الاهتمام بنفسك شخصياً كأن تكوني وردة طيبة، طيبة الراحة حسنة المنظر.
(6) الاهتمام ببيتك والاهتمام بأولادك.
(7) ألا تطالبيه ما لا طاقة له به، وألا تكلفيه ما لا يحتمل.
(8) أن تصبري على أذاه.
(9) أن تكثري من الدعاء له.
(10) أن تحفظيه في عرضه وماله وهو غائب عن بيته وعنك.
هذه معظم الحقوق التي ذكرها أهل العلم.
كيف تكون محادثة الزوجة لزوجها؟ تكون بالمعروف؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول في العموم: (( قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ))[البقرة:263]، وقال جل جلاله: (( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ))[الإسراء:53]، وقال أيضاً عن أهل الجنة: (( وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ))[الحج:24]، وأمرنا أيضاً بأن نقول الحسنى من القول: (( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ))[البقرة:83]، وقال صلى الله عليه وسلم: (الكلمة الطيبة صدقة).
فالمرأة التي تريد أن تكون من أهل الجنة تحرص أن يكون كلامها مع زوجها في غاية التهذيب وفي غاية اللطف وفي غاية التواضع والمحبة، وأن يكون كلاماً مليئاً بالرحمة، ولا مانع أيضاً أن يكون في لحظات المزاح مليئاً بالمداعبة وخفة الدم وإثارة الكلمات التي يحبها الزوج، وذكر العبارات التي يرتاح لها، وأن تتخير كلامها معه كما تتخير أطايب الطعام، حتى تكسب رضاه فيدعو لها بظهر الغيب، ويدعو لها أيضاً وهي بين يديه.
أما بالنسبة لهذه الحالة التي تحدث لك، فإني أنصحك - أختي الكريمة الفاضلة – أن تقومي بعمل الرقية الشرعية، وهي عبارة عن آيات من القرآن الكريم وأحاديث من سنة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم لاحتمال فعلاً أن تكوني محسودة أو أنك كلما ذهبت إلى بيتك أُصبت بالعين فترجعي وأنت حالتك متغيرة، ومن هنا أقول:
كم أتمنى أن تجتهدي في إجراء هذه الرقية الشرعية، وكما ذكرت هي عبارة عن آيات وأحاديث موجودة في كتب، كتب تباع مكتوب فيها الرقية الشرعية، وهناك أحاديث أيضاً متعلقة بالرقية الشرعية، كذلك أيضاً تستطيعين أن تستعيني ببعض الأخوة المشايخ من المعالجين الثقات الذين يعرفون في بلدكم بالصلاح وبسلامة العقيدة وبسلامة الطريقة أيضاً، فلا يستعينون بالجن ولا يستعملون السحر والكهانة أو التنجيم، وهناك إخوة موجودون في كل بلد من بلاد المسلمين يُعرفون بسلامة العقيدة ويقومون بعلاج مثل هذه الحالات.
إما أن تقومي برقية نفسك بهذه الآيات والأحاديث تقرئينها على نفسك من كتاب، وإما أن يقوم أحد برقيتك إما زوجك وإما أحد أقاربك، وكذلك أيضاً أن تستمعي لأشرطة الرقية الشرعية حتى يعافيك الله تبارك وتعالى من هذه الحالة النفسية وهذا القلق والهم الذي يصيبك عندما تعودين من بيتك لزيارة أهلك وتصبحين حزينة ولا تحبين أن يكلمك أحد وتشعرين بصعوبة في التنفس.
هذه كلها علامات معناها أنك غير طبيعية؛ ولذلك بالرقية الشرعية سوف تزول هذه الأمور كلها، بصرف النظر عن الذي عندك هل هو حالة نفسية أم هو عين أم حسد أم سحر أم مس؟ المهم - إن شاء الله تعالى – الرقية الشرعية سوف تعالج ذلك كله، وهي متوفرة، وهناك مواقع على الإنترنت تستطيعين أن تدخلي عليها لتبحثي عن آيات الرقية الشرعية وأحاديثها وسوف تجدينها وتستطيعين أن تعالجي نفسك.
أوصيك أيضاً إذا كنت تحسنين القراءة أن تقرئي سورة البقرة كل يوم، وإذا لم تكوني تحسنين فاستمعي إليها من شريط أو إذاعة من إذاعات القرآن الكريم التي تبثها يومياً في بيتك؛ لأنها - إن شاء الله تعالى – تنظف البيت وتطهره من وجود الشياطين والجن، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم: (لكل شيء سناماً، وإن سنام القرآن سورة البقرة، ومن قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، ومن قرأها نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام) وقال صلى الله عليه وسلم: (اقرؤوا – أو تعلموا – سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة) أي السحرة.
عليك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، خاصة قول: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحاً ومائة مرة مساءً؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام بيَّن أن من حافظ على ذلك لن يضره الشيطان حتى يصبح أو حتى يمسي.
حافظي عند النوم على أذكار النوم، واجتهدي قدر الاستطاعة ما بين الأوقات العامة أن تكثري من الذكر ومن الدعاء، وإن شاء الله سوف يصرف الله عنك كل سوء ويعافيك من كل بلاء.
هذا وبالله التوفيق.
-------------------
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الاستشارات التالية حول كيفية الرقية الشرعية: (
237993-
236492-
247326 ).