بين الحنين للأوطان والصبر على مرارة الغربة لطلب العلم
2008-10-26 09:19:02 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب سوري أدرس الطب بتركيا هي أول سنة، وعندي دراسة لغة تحضير؛ الجامعة من أفضل الجامعات وأقواها، ولكنني أشعر بالغربة كثيراً، وأحياناً أفكر بترك الجامعة لكي أذهب إلى والدتي وأهلي وأعمل بدلاً من الدراسة، أرى كل الطلاب هنا يصبرون على الغربة إلا أنا!
أحياناً عندما أسمع درساً إسلامياً أشعر بالحماس وبأنني سوف أصبح طبيباً أنفع الإسلام وأقدم له، ولكن عندما أشعر بالحنين إلى بلدي أكره كل شيء حولي وأفكر بالعودة كثيراً.
فأرجوكم ساعدوني وانصحوني، أرجع إلى سوريا وإلا أكمل الدراسة؟ لكن والله حالتي تعبانة طول اليوم هم وغم وبكاء!
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شاب مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ندعوك للصبر وسوف تتغير الأوضاع بعد فترة بسيطة فاشغل نفسك بدراستك بعد طاعته وعبادتك لربك، وقد أسعدني تأثير الشريط الإسلامي عليك، فاحرص على السماع واشغل نفسك بالخير قبل أن تشغلك بالباطل والشر.
واعلم أنك لست أول من بكى لفراق أهله، ولكن هذه هي الحياة التي نجتمع فيها ونفترق.
ولا يخفى عليك أن أهلك سوف يكونون سعداء بصبرك وإكمالك للدراسة وسوف تندم جداً مستقبلاً إذا فكرت في ترك الدراسة، ومن طلب العلا سهر الليالي وهجر الأهل والأوطان، وهكذا كان حرص السلف على الهجرة في طلب العلم، وحدثت لهم في ذلك مواقف عظيمة ولم يكن سفرهم بالسيارات أو الطائرات، ولا كان المال والطعام متوفراً لهم، وربما جلس بعضهم الأيام لا يجد سوى الماء.
وإذا كانت النفوس كباراً تعبت في مرادها الأجسام.
ولذلك فنحن ننصحك بعدم التفكير في ترك الجامعة بعد أن وفقك الله للدراسة، وابحث عن أصدقاء صالحين ليكونوا عوناً لك على كل خير، والإنسان مدنيٌ بطبعه لا يستطيع أن يعيش وحده، وسوف تبكي عند فراق أصدقائك، وهكذا الإنسان يبكي لفراق أهله ثم يبكي عند العودة لأهله حزناً على فراق الأصدقاء وقد أحسن من قال:
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله * * * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبكثرة اللجوء إليه والانشغال بذكره وشكره وحسن عبادته، ونوصيك بالحرص على التفوق في دراستك وتصحيح نية الطلب، ونسأل الله أن ينفع بك بلادك والعباد.
وبالله التوفيق والسداد.