والدتي ترفض زواجي من إحدى قريباتي

2008-11-22 15:48:42 | إسلام ويب

السؤال:
السلم عليكم.

أحب بنت خالتي من 4 سنوات، والدتها بنت عم والدتي، ولكن أمي ترفض ارتباطي بهذه الفتاة بسبب تدخل أقارب السوء والجيران.

وأهلها يرحبون بي تماماً، وقد أعلمت خالتي من البداية من قبل حوالي سنة، وأخبرت أخواتها ومنعت عنها شباباً كثر يتقدمون لخطبتها.

أمي ترفض هذا الموضوع بشدة؛ لأنها تريد أن يتم خطوبتي بدكتورة أو مهندسة، حيث أني أعمل مهندساً وحبيبتي معها مؤهل متوسط، والآن هي تكمل في الجامعة المفتوحة.

وأمي تعلم بموافقة أهل بنت خالتي وأخذت تشكو لكل من تقابله بأنها لم ولن توافق على زواجي من هذه الفتاة، وأخذت تسب أهلها في كل مكان تذهب إليه وهي تقول إنهم يحاولون أن يخطفوني منها لابنتهم، وهذا غير صحيح! وحاولت عشرات المرات أن أفهمها أن ذلك لا يحدث ولكنها لا تقتنع.

وجلست معها أكثر من عشر مرات حتى توافق، ولكنها ترفض، ولا أعلم إن كان هذا عند منها بسبب موافقة أهل حبيبتي، وكل مرة تقول: إنهم غير مناسبين لنا، وبالنسبة لوالدي في البداية كان غير موافق ولكن كل ذلك بسبب أمي لدرجة أن خالي وعمي كانوا موافقين، ولكن عندما جلسوا مع والدتي غيروا رأيهم تماماً، والآن أنا لا أجد من له القدرة على إقناعها لأن هناك بعض الأقارب وهم نساء سوء، يحرضوها ويستفزونها.

والآن لا أعرف ماذا أفعل؟ فأنا أحب بنت خالتي بدرجة كبيرة جداً، وكل الناس في منطقتي تعرف أني أريد خطبتها، ولا يتقدم لها أحد بسببي ولا أتخيل أنها في يوم من الأيام تكون لأحد غيري، ولا أتركها وأيضاً أنا وعدت والدها مرات عديدة بأني سأحاول أقنع أهلي، وهو يريد أن يتم ذلك بأقصى سرعة. وأرجو من سيادتكم الإجابة.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعلك باراً بوالديك، وأن يمنَّ عليك بزوجة صالحة تكون عوناً لك على طاعة الله ورضاه.
بخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – من أنك أحببت بنت خالتك منذ أربع سنوات وأن أهلك موافقون إلا أن أمك ترفض ارتباطك بها، ورغم محاولتك المتكررة، فالذي أقوله - بارك الله فيك – عليك أولاً ألا تيأس من رحمة الله تعالى، وحاول أن تجتهد في إقناع أمك بكل ما أوتيت من أساليب، وحاول أن تستعين بمن يمكن أن يؤثر عليها؛ لأن طاعة أمك مقدمة على زواجك - أخي المهندس علي – يعني أنا لا أقول لك أبداً ولن تجد عاقلاً من أهل العلم أو طلبة العلم يقول لك اعص أمك وتزوج هذه الفتاة، فهذا مستحيل؛ لأن طاعة الأم واجبة، والنساء غير هذه الفتاة كثير حتى وإن كنت تحبها، ولكن ما دامت أمك لا تريدها فلتقل سمعاً وطاعة.

نعم أنا أعلم أن هذا هضم لحقك، ومن حقك أن تتزوج بمن تحب، ولكن هذا موقف أمك المتعنت قد تكون له أسبابه، وقد تكون له وجاهته، ولذلك ليس أمامك من سبيل إلا الاجتهاد في إقناع أمك، وتحليل المواقف معها والبحث عن الأسباب التي أدت إلى هذا الرفض، فإذا وصلت إلى طريق مسدود فاصرف النظر عن هذه الفتاة تماماً، واعتذر لأهلها وقل لهم: (أنا لا أستطيع أن أخالف ربي وأن أعصي أمي؛ لأن الله أمرني بطاعتها، وأنا أعلم أنها فعلاً متعسفة وأنها متسلطة، ولكني لا أستطيع أن أخالف أمرها)، وإياك ثم إياك - أخي الكريم الفاضل - أن تُقبل على ما يفعله بعض السوقة من أن تتزوج رغم إرادة أمك، فإن الله لن يبارك لك؛ لأن طاعة الأم كما تعلم رضا الله من رضا الوالدين.

نعم أنا معك بأن أمك متعنتة، وأنا معك أن أمك عنيدة، وأنا معك بأنه ليس من حقها حقيقة شرعاً أن تتدخل في هذا الأمر، يعني هذه المسألة لا تخصها في شيء، والشرع لم يجعل أصلاً الزواج متوقفا عن رغبة الأم أو رغبة الأب، وإنما وضع شروطا للزواج، شروطا للزوج وشروطا للزوجة وانتهت المسألة، ولكننا في مجتمع – كما لا يخفى عليك – هذه طبيعته، أمك وأبوك لهم الكلمة الأولى، وأنت لو تزوجت الآن بدون إرادتهم لعلهم ما سامحوك حتى تموت ولن يلقاك أحد إلا ويعتب عليك: كيف أنك أصلاً عصيت أمك فتتزوج فتاة هي غير موافقة عليها حتى وإن كانت من أقاربك وحتى وإن كانت هي من هي.

ولذلك أقول - بارك الله فيك –: أرجو أن تجتهد في إقناع والدتك، فإذا وصلت إلى طريق مسدود ولم تقتنع، فاترك الفتاة واعتذر لأهلها، وتذهب إلى حال سبيلها، وأنت تصبر؛ لأن الصبر طيب، وأنا أوصيك - بارك الله فيك – بالصبر وأوصيك بالدعاء ما دام أهل هذه الفتاة ليسوا متعجلين، وإن كان أبوها طبعاً يريد الرد بأقصى سرعة، ومن أين تأتيه بأقصى سرعة؟!

هو قطعاً بما أنه قريب من أقاربك وهو في نفس المكان الذي أنتم فيه فيعرف موقف أمك الرافض، فقل له بصراحة، قل له: (إن أمي غير موافقة إلى الآن وأنا أحاول أن أقنعها، فإما أن تصبر معي وإما فلله الأمر من قبل ومن بعد، فأنا لا أستطع أبداً أخالف أمر أمي، ولا أن أعصيها لأن الله لن يبارك لي، فأنا قد أتزوج ابنتك اليوم بدون إرادتها ولكنها لا تلبث أن ترجع إليك – لا قدر الله – نتيجة شؤم المعصية).

فأقول - بارك الله فيك -: اجتهد مع أمك واجلس معها أكثر من عشر مرات، أجلس معها مائة مرة، وحاول أن تستدر عطفها، لأنها إذا لم توافق فلن يبارك لك.

نعم أنا أعرف بأن هذا ليس من حقها وهذا التعنت ليس من حقها، ولكن هذا واقع – يا صاحبي – لابد أن ننصاع له؛ لأنه لا خيار أمامنا، فبدلاً من أن أفقد أمي، وأمي - بارك الله فيك – صلتها واجبة وطاعتها واجبة، وأن أبحث عن زوجة أقدمها على أمي وقد أسعد معها وقد لا أسعد، فأنت في حسب الظاهر سعيد لأنك تحبها لأنها في بيت أهلها واحتكاكك بها احتكاك بسيط، يعني احتكاكاً شكليا، أما عندما تكون زوجة وتعيش معك الحياة كاملة، فقطعاً ستتضح هناك أمور فيها وتضح لها أمور فيك لعل بعضنا لو علمها ما تزوج أصلاً، أما أمي تبقى أمي حتى ولو كانت كافرة وحتى وإن كانت مجرمة فهي أمي وأنا مطالب أن أصبر عليها وأن أطيعها ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، خاصة بأن هذا الأمر من الأمور المباحة، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الطاعة في المعروف)، يعني هي لم تمنعك من الزواج بالكلية، وإنما تقول لا تتزوج هذه، أنا أريد لك دكتورة أو مهندسة باعتبار أنك رجل مهندس وأمك تريد أن تتزوج شيئاً من الكفاءة، تقول مثلاً هذه مؤهلها متوسط وأنت لابد أن تكون طبعاً متزوجا بامرأة جامعية، هذه هي نظرة العوام على اعتبار أن الدكتورة تساعد زوجها والمهندسة تساعد زوجها والمهندسة راحت والمهندسة جاءت، هذه لغة الناس في مصر – يا صاحبي - .

فاجتهد في إقناع أمك وحاول - بارك الله فيك – فإن وصلت إلى طريق مسدود فاعتذر للناس، ودع الفتاة تذهب إلى حال سبيلها، واعلم أنه لو كان لك فيها نصيب فستنتظرك حتى تتزوجها، وإذا لم يكن لك فيها من نصيب فثق وتأكد أنك لن تصل إليها بحال من الأحوال، ولذلك عليك بالدعاء، عليك بالدعاء، عليك بالدعاء، فاجتهد في الدعاء أن الله تعالى يلين قلب أمك، وأن الله تبارك وتعالى لا يحرمك من هذه الفتاة، وأن يجعلها من نصيبك ما دمت ترى أنها فتاة صالحة وأنها تصلح أن تكون زوجة لرجل مسلم محترم مثلك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد وأن يقدر لك الخير حيثما كان ثم يرضيك به، وأن يرزقك بر والديك وطاعتهما في المعروف، وأن يرزقك الزوجة التي تقر عينك وترضيك وترضى بها أمك.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net