صعوبة وانحباس في نطق الكلام

2008-12-22 10:24:49 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

ابني عمره عشرون عاماً، ويعاني من صعوبة أو انحباس في نطق الكلمة، ويتتعتع في أكثر الأحيان، علماً بأنه كان يعاني في صغره من التشنجات، فما العلاج؟!

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الصعوبة التي يعاني منها ابنك -حفظه الله- لابد أن نتحقق وأن نتدقق في نوعها: هل هي نوع من التأتأة أو التمتمة؟ وهل هي ناتجة من انخفاض عام في مستوى ذكائه وإدراكه وضعف في مقدراته المعرفية مما جعله لا يستطيع التعبير بصورة واضحة؟

وهناك أشخاص يتمتعون بذكاء عالٍ أو بمستوى أعلى في الذكاء ولكن لديهم التعثر في النطق، وهذا يحدث لدى الذكور أكثر، وهذا نوع من التأتأة، وتكون أكثر ملاحظة في الأوضاع التي تتطلب المواجهة الاجتماعية أو إذا كان الشخص قلقاً.

وهناك البعض لديه تعثر في الكلام وصعوبة لأنه في الأصل ليس لديه الرصيد الذي يستطيع التعبير من خلاله أو أنه لم يتدرب على التعبير بصورة صحيحة.

والتشنجات التي كان يعاني منها في الصغر أمر لا يمكننا أن نتناساه أو نتجاهله، ولكننا يجب أن نتحقق: هل هذه التشنجات كان لها انعكاس سلبي على نمو الخلايا العصبية في المخ أم لا، وهذا يتأتى عن طريق فحصه بواسطة المختصين، وأفضل من يقوم بذلك هو طبيب الأمراض الباطنية المختص في الأعصاب.

وأعتبر الحالة هي حالة تعثر في النطق أو ما نسميه بالتأتأة، وفي هذه الحالة يُنصح أن تحدد الأحرف أو الكلمات التي يعاني ابنك من صعوبة في نطقها، وبعد ذلك نجعله يختار أربعين كلمة تبدأ كلٍ منها بالحرف الذي يجد صعوبة في نطقه، فإذا كان الصعوبة في حرف الراء مثلاً، نختار له أربعين كلمة تبدأ بحرف الراء ويكرر هذه الكلمات مفردة بصوت عالٍ، ثم بعد ذلك يُدخل هذه الكلمات في جمل ويكررها. ويا حبذا لو قام بتسجيل هذه الكلمات بصوتٍ مرتفع، وبعد ذلك يستمع إلى جهاز التسجيل مرة أخرى ليرى الكيفية التي قام بها بنطق هذه الكلمات، وسوف يلاحظ أن نطقه جيد وأفضل مما كان يتصور، وهذا يعتبر مشجعاً له.

وأما إذا كان هناك خلل حقيقي في النطق فيجب أن يحسن في المرة القادمة ويقوم بالتسجيل مرة أخرى ثم يستمع إلى ما سجله.

ومن الضروري أن يتعلم أن يتكلم ببطء وبصوتٍ منخفض، وهذا يأتي بأن يقرأ مواضيع قصيرة ويقرأها ببطء وبصوت مرتفع، ثم بعد ذلك يحاول أن يكررها استذكاراً، بمعنى أن لا يقرأها، فهذه واحدة من الوسائل الجيدة.

وعليه أيضاً أن يدرب على تمارين التنفس، هناك تمارين تسمى بتمارين التنفس الاسترخائية، من خلال هذه التمارين يجلس في مكان هادئ ويغمض عينيه بسيطاً ويفتح فمه قليلاً، ثم يأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، ويجعل صدره يمتلأ بالهواء، ثم يمسك على الهواء لفترة قصيرة، وبعد ذلك يخرج الهواء عن طريق الفم بكل قوة وبكل بطء، ويكرر هذا التمرين خمس مرات صباحاً ومساءً، ويحاول أيضاً أن يكرر دائماً الزفير قبل بداية الكلام، بمعنى أن يأخذ نفساً داخلياً، وهذا يجعله أكثر ارتياحاً وأكثر استرخائياً وأكثر قدرة على إخراج الكلمات من مخارجها الصحيحة.

وسيكون أيضاً من الجيد أن يشجع هذا الابن على أن لا يراقب نفسه حين يتكلم، فبعض الناس الذين يعانون من علة في النطق يفرضون على أنفسهم رقابة شديدة جدّاً يلاحظون الطريقة التي ينطقون بها، وهذا يزيد من قلقهم ومن انفعالاتهم ومن توترهم.

وسيكون أيضاً من الجيد لهذا الابن أن يلتحق بإحدى حلقات تجويد وتحفيظ القرآن الكريم حيث إنه سوف يتعلم مخارج الحروف الصحيحة، ولا شك أن قراءة القرآن وحفظه ترفع من الرصيد اللغوي للإنسان بصورة واضحة جدّاً.

وإذا كان هناك أي إمكانية لأن يقابل هذا الابن أخصائي التخاطب وهم موجودون في المستشفيات في أقسام الأنف والأذن والحنجرة، أو في بعض الأحيان لديهم أقسام منفصلة، فمقابلة أخصائي التخاطب سوف تساعد هذا الابن؛ لأن هنالك تمارين كثيرة جدّاً يقوم بها هؤلاء الأخصائيون بعد أن يوضحوا نوعية العلة التي يعاني منها.

وتوجد بعض العلاجات الدوائية التي تساعد إذا كان القلق هو الذي يسيطر على الشخص، فهنالك عقار يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، يمكنه أن يتناوله بجرعة نصف مليجرام ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك يرفع الجرعة إلى نصف مليجرام صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم يخفضها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم يتوقف عن تناول الدواء.

وهناك أدوية بديلة كثيرة، هنالك عقار يعرف تجارياً باسم (سيرانيز Serenace) ويعرف علمياً باسم (هلوبربادول Haloperidol)، وهنالك عقار آخر يعرف تجارياً باسم (زبراكسا Zyprexa) ويعرف علمياً باسم (اولانزبين Olanzapine). وهنالك أدوية مضادة أيضاً للمخاوف يمكن استعمالها في مثل هذه الحالات ومنها دواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، وآخر يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil).

نسأل الله تعالى أن يجعله فصيحاً وأن يحل هذه العقدة التي في لسانه، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على اهتمامك بابنك وتواصلك مع موقعك إسلام ويب.
وبالله التوفيق.

www.islamweb.net