طول فترة الخطبة والمشاكل المترتبة على ذلك
2009-01-06 07:02:28 | إسلام ويب
السؤال:
خطبت فتاة وارتبطت بها منذ أربع سنوات، وحين خطبتها علمت أن أباها وأمها يعلمونها أشياء تجعلها تسيطر علي لكي أمشي على مزاجها، وهي تسمع كلامهم فصارت حياتي جحيما، فماذا أفعل؟ وهل أتركها؟!
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يُصلح لك خطيبتك، وأن يجمعك بها على خير، وأن يجعلها مطيعة لك بارةً بك محسنة إليك، وأن يصرف عنك وعنها كل سوء، وأن يعافيكم من كيد شياطين الإنس والجن، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن فترة خطوبتك تعتبر طويلة جدّاً، وطول الفترة - حتى وإن لم يكن هناك تدخل من الوالدين - كفيلة بتفجير مئات المشاكل؛ لأن الخطوبة عبارة عن وعد بالزواج وليست زواجاً، ونحن دائماً ننادي بتقصير فترة الخطوبة إلى أبعد حد حتى لا تتفجر المشاكل التي تجعل من السهل الانفصال.
وهذه المشاكل التي تحدث بينك وبين خطيبتك شيء طبيعي نتيجة لطول هذه الفترة وضعف الارتباط، ولو كانت زوجة لقلَّت هذه المشاكل كثيراً، لأنها ستكون معك في بيتك وستنفصلان تماماً عن والديها، وتستطيعان أن تديرا حياتكما معاً بطريقة بسيطة وسلسلة، وأما الآن فهي تحت سيطرة والديها وهما أقرب لها منك، وكلامهما مقدم على كلامك شرعاً وعُرفاً، فهي ليست في بيتك حتى تأمرها وتنهاها، وإنما هي في بيت والديها فهما أقرب من حيث المكان ومن حيث الزمان ومن حيث المنزلة أيضاً.
وأما كونهم يعلمانها أموراً تسيطر بها عليك فهذه المسائل يجب أن تناقشها فيها، وتشعرها بأن هذه الأشياء غير مقبولة، وتذكر لها بعض التصرفات الصحيحة، وهذا متوقف على شخصيتك، فإذا كنت صاحب شخصية قيادية فلن تستطيع أن تقودك، وإنما ستقودها أنت وبذلك تحل هذه المشكلة؛ لأن المرأة تسيطر إذا كان زوجها ضعيفاً، وأما إذا كنت صاحب شخصية قوية فمهما كان كيدها ومهما كانت أخلاقها فسوف تحتويها وسوف تطوعها بإذن الله تعالى.
وأما كون حياتك تحولت إلى جحيم، فلا أدري لماذا؟ إذا كانت هذه الأشياء سبب في ذلك فحاول دراستها بتأنٍّ وحاول أن تجلس مع خطيبتك وكلمها وناقشها في المسائل شريطة أن تأتي بأمثلة، فلا يكفي هذا الكلام دون أدلة، وبذلك تنمي لغة الحوار والتفاهم بينكما.
وعموماً لا أنصحك بتركها إذا وجدتها واعية وعاقلة ومتفهمة، وإذا كانت عاقلة فستقبل كلامك وسوف تتنازل عما هي عليه لتحقيق رغباتك، وبذلك تحل المشكلة بإذن الله تعالى، وأنت أيضاً مطالب بالدعاء إلى الله تعالى أن يصلحها، فعليك بالدعاء أن يجعلها الله مطيعة لك وأن يجعلها حريصة على إسعادك وإرضائك، وأن يجعلها من الصالحات القانتات، وأن يجعل حياتكما سعيدة وطيبة، وأن يمنَّ عليكم بذرية صالحة.
واعلم أن الله على كل شيء قدير، واعلم أنه (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، فاستعن بالله ولا تعجز، نسأل الله لك التوفيق والسداد والعرس القريب المبارك، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.