العواطف في المراحل العمرية الصغيرة بين الإعجاب والحب الحقيقي.

2009-01-18 09:37:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا بنت جميلة، أحببت شخصاً أصغر مني سناً، وابنة خالتي أيضاً تحب هذا الشخص الذي لا يرانا إلا في عيد الفطر، وهو يهتم ويحب ابنة خالتي أكثر، ولكنه يحبني أيضاً، ويوجد سبعة أشخاص معجبون بجمالي، لكني لا أهتم بهم، ولا أعرف كيف أكره هذا الشخص، وقد كرهته قليلاً لكنه ما زال في قلبي وأحلم أني أجده، علماً بأنه لا يجب علي أن أتحجب، وهو أيضاً صغير (الصف الخامس الابتدائي).


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يزيدك جمالاً وصلاحاً وهدىً وتقىً واستقامة، وأن يجعلك من المتميزات المتفوقات في دينك ودنياك، وأن يجعلك من أوائل الطلبة على صفك، وأن يمنَّ عليك بالاستقامة على شرعه، وأن يكرمك بحفظ القرآن الكريم كاملاً، وأن يجعلك من الصالحات القانتات.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإنك بهذه السن التي أنت فيها يكثر فيها التقلب والتغير، والإنسان في هذه المرحلة لا يثبت عادة ولا يستقر على شيء، وقد يظن أو يتوقع بأن فلاناً يحبه لمجرد أنه تكلم معه كلمة أو أنه نظر إليه مرة بعد مرة، أو حاول مثلاً أن يقف له في الطريق أو يتكلم معه في الهاتف ونحو ذلك، ولكن الأمر في الحقيقة قد يكون على خلاف ذلك تماماً، وهذه المرحلة المبكرة التي أنت فيها ليس فيها حب مستقر، وإنما فيها مجرد إعجاب، فلا تهتمي بهذه المسائل.

وأما ابن خالتك فهو طالب في الصف الخامس الابتدائي، فكيف تحبين طفلاً صغيراً بهذا السن، فهو ما زال طفلاً صغيراً جدّاً، لعله لا يعرف حقيقة الحب، وقد يتكلم مع ابنة خالتك مثلاً ويهتم بها أكثر منك، ولكنه لا يعرف معنى الحب الحقيقي، وقد تكونين كذلك لا تعرفين معنى الحب الحقيقي، وهذا مجرد إعجاب فلا تشغلي نفسك به واهتمي بدراستك، وبالمحافظة على الصلاة والحجاب الشرعي وحفظ القرآن الكريم.

وكذلك فإنك في سن لا تكرهين فيه أحداً، والكراهية لا تجوز شرعاً إذا لم تحدث تجاهك إساءة في شيء، وكذلك أيضاً موضوع الفكر في الحب هذا شيء غير صحيح، هذه المرحلة ليست هي مرحلة الحب الحقيقي، وإنما هي مرحلة الإعجاب فقط، ومرحلة تقلب العواطف والمشاعر، الحب الحقيقي يكون في الحياة الزوجية مستقبلاً عندما يمن الله عليك بزوج صالح مناسب، فعند ذلك يكون الحب الحقيقي؛ لأنه الذي يستطيع أن يعطيك ما تريدين.

فأرجو أن تنتبهي لذلك، خاصة أن الله أعطاك نعمة عظيمة، وهي نعمة الجمال، ومن الممكن أن يسلب الله هذه النعمة، وذلك إذا استعملتها في الخطأ أو في إثارة إعجاب الشباب بك، فإذا لم تستقيمي على منهج الله وتحافظي على طاعة الله فقد تتعرضين لعقوبة تسلب منك هذا الجمال، وكثير من الفتيات الجميلات والنساء الجميلات تعرضن لحوادث خسروا فيها جمالهن، وقد كانت هناك امرأة من أجمل نساء العالم في أمريكا، وكانت عارضة أزياء، ودخلت في يوم إلى المطبخ - رغم أنها لا تطبخ - لكي تصنع شيئاً بسيطاً فاشتعل الغاز في وجهها، فأصبح شكلها كئيباً جدّاً، حتى اضطرت أن تنتحر، لأنها لم تتحمل أن يكون وجهها بهذه الذمامة.

فحافظي على جمالك بالطاعة، وحافظي على جمالك بالحجاب، وحافظي على جمالك بالمذاكرة والتميز في الدراسة، وكملي الجمال الخلقي (المظهري) بجمال الأخلاق والقيم والدين والطاعة والعبادة، حتى تكونين جميلة في كل شيء، وبذلك سيكرمك الله بشخص رائع يستحق هذه النعمة العظيمة التي أكرمك الله بها، نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأله تعالى أن يسترك في الدنيا والآخرة، وأن يوفقك لطاعته ورضاه، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يجعلك من المتميزات ومن المتفوقات دراسياً، إنه جواد كريم.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net