الموقف من المخطوبة العنيدة المجادلة
2009-01-18 10:55:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
خطبت فتاة منذ شهرين تقريباً، واكتشفت أنها عنيدة جداً، كما وجدت عدم انسجام بين أخواتي وأخواتها، وهذا يسبب مشاكل كثيرة، ولا أريد أن أجرح مشاعرها، وقد وضحت لها ذلك كثيراً دون فائدة، كما أنها كثيرة الجدال، ودائماً ترى نفسها غير مخطئة.
علماً بأنها متعلمة وأخلاقها جيدة، لكن هذا الموضوع أتعبني نفسياً، وأخاف أن أتخذ قراراً أندم عليه بعد ذلك، فما رأيكم؟!
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك (استشارات إسلام ويب)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يصلح لك خطيبتك، وأن يُذهب عنها هذا العناد وهذا الشقاق وهذا الجدال العقيم الذي يقطع المودة ويُفقد الثقة وتنعدم به الراحة.
بخصوص ما ورد برسالتك؛ فإن المرأة العنيدة مزعجة للغاية، وتجعل الحياة جحيماً لا يطاق، لأنها قد لا تعرف حق الزوج عليها، وقد تتجرأ عليه وتخالف أمره، بل وقد تقلل من شأنه أمام غيره، وقد تقع في أمور كثيرة؛ لأن العناد هذا من صفات إبليس، وكذلك كونها ترى نفسها غير مخطئة دائماً، وترى نفسها على صواب فهذه صفة سلبية قاتلة، والصفات السلبية لو وجدت في امرأة - وإن كانت أجمل نساء الدنيا - فإنه لن يقبل عليها أحد ولن يتزوجها أحد.
ينبغي قبل أن تتخذ قراراً بتركها أن تنصحها وأن توضح لها أكثر، وأن تحاول الضغط عليها لتتخلى عن هذه السلبيات أو تلك السلوكيات الشاذة المزعجة، فحاول معها واجتهد معها في ذلك، وحاول أن تضغط عليها لعلها تستقيم، وواصل معها الرحلة مرة أخرى، وأعط نفسك فرصة لإصلاحها ولإعادة النظر في تصرفاتها، لعل الله أن يشرح صدرها ويهدي قلبها وتعرف الحقيقة، وبذلك تتخلى عن هذا العناد وعن هذا الجدال، وتكون إنسانة مرنة وطبيعية، فإن استجابت لذلك ولاحظت بعض التغيير فمعنى ذلك أن لديها استعداداً أن تتغير تغيراً كليّاً إن شاء الله تعالى.
أما إذا كانت حريصة أن لا تتخلى عما هي عليه وتريد منك أن تتقدم لتقف في مكانها ولا تتقدم هي لتقف في مكانك أو لتتوسط بينك وبينها؛ فأرى أن تصرف النظر عنها؛ لأن العناد والجدال والاعتزاز بالنفس والاغترار بها كلها من عوامل دمار الاستقرار الأسري وفقدان الثقة ما بين الزوج وزوجته، نسأل الله أن يوفقك وأن يعينك على أن تعينها على أن تتخلص من تلك السلبيات، وأن تكون إنسانة طبيعية مرنة موفقة، فإذا لم يتيسر ذلك فالنساء غيرها كثير، ولكني أدعو الله تعالى أن يوفقك للنهوض بها وإصلاحها وإعانتها على الاستقامة على طاعة الله ورسوله، حتى تكون حجاباً لك من النار، نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك فيك وفي أهلك وأن يجمع بينكم على خير.
وبالله التوفيق.