إرشاد لفتاة في انشغال أمها عنها وفقدانها حنانها
2009-01-22 12:53:06 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة عمري 17 سنة، علاقتي مع أمي شبه معدومة، فهي مشغولة بأخواتي وأبي ولا تشعرني بحنانها، فعندما أتحدث معها تقول لي: إنها مشغولة! ولا أجد من ينصحني ولا من أشتكي إليه، ومن هنا تبدأ مشكلتي.
فعندما أرى شاباً يتحدث مع شابة فإني أشعر بغيرة شديدة وأفكر أن يكون هذا الشاب من نصيبي حتى أتحدث معه! وأعرف جيداً أن هذا حرام ولا أتحدث إلى أي شاب حتى ابن عمتي، وصديقاتي من البنات عندما تحكي لي صديقة أنها حدث لها موقف وشاورت أمها في هذا الموقف أشعر أن عندي نقصاً كبيراً.
وعندما أتحدث مع صديقة لي عن موقف حدث معي فهي لا تفيدني لأنها في سني وليس عندها خبرة، فإذا حدث لها هذا الموقف ستحدث أمها.
فعندما يحدث لي أي موقف أكتم في نفسي وأفكر فيه كثيراً حتى إنه يشغلني عن المذاكرة، وهذا يؤثر عليّ في دراستي وأشعر بإحباط شديد، مع أن المدرسين وصفوني بأني على قدر كبير من الذكاء، وأنا عندما أذاكر بأقل مجهود أحصل على درجات وأتفوق، ولكن هذا قليل لأنني كثيرة التفكير. فماذا أفعل؟
أرجوكم أفيدوني، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة / أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ندعوك للبحث عن أسباب انشغال الوالدة عنك، ومنذ متى حصل هذا الأمر؟ وهل هناك من يشكو من نفس الشكوى من إخوانك؟ وهل هناك أشياء تفعلها أخواتك مع الوالدة ولا تهتمين بها؟ وهل هناك توتر في داخل الأسرة؟ وذلك لأن معرفة السبب سوف يعيننا جميعاً على إصلاح الخلل والعطب.
ونحن نحب أن نؤكد لك أن والدتك تحبك ولكنها لا تحسن التعبير عن ذلك الحب، وأنا أكلمك بلسان والد وأعي ما أقول، ولعل السر في ذلك هو أننا -معاشر الآباء والأمهات- نحب أن نرى أولادنا في أفضل الأحوال، فإذا لم يحصل ذلك قسونا عليهم، ولا شك أن هذا التصرف غير صحيح ولكن ما كل الناس يحسن التعبير عن مشاعره.
وأرجو أن يعلم الشباب والفتيات أنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض يتمنى أن يكون الآخر أفضل منه إلا الآباء والأمهات والصالحون من المعلمين والمعلمات.
ونحن ننصحك بالاقتراب من والدتك، والاجتهاد في تفادي التصرفات التي تضايقها وحاولي العمل على مساعدتها وأظهري الشفقة عليها والعرفان لفضلها، وأنت مأمورة بكل هذا بل ومأجورة عليه، فافتحي صفحة جديدة واطردي كل المشاعر السالبة في نفسك، وتعوذي بالله من الشيطان.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصلح لك الأحوال وأن يحقق لك الآمال ومرحباً بك في موقعك.
وبالله التوفيق والسداد.