كيفية تخلص الفتاة من الأفكار الخاطئة عن العلاقة الزوجية

2009-01-15 13:19:36 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مر على زواجنا خمسة أشهر، ولا زلت أحتفظ بعذريتي، وقد حاولنا عشرات المرات دون جدوى، رغم أننا لا نعاني من أي خلل سوى أنني أخاف من وضع الجماع، وأحس بتشنج قوي في عضلاتي، ولا أتركه يفعل شيئاً.

علماً بأن عمري 20 سنة، وعمره 27 سنة، وهو لطيف معي للغاية، وأشعر بالذنب لأني أحرمه من حقه كزوج، لكن هذا أقوى مني، وأصبح هذا الوضع يضايقنا بشدة، فما العمل؟

وشكراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عواطف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الحالة معروفة وقد تحدث لبعض النساء (5 - 15%)، وهي تتفاوت في درجة شدتها وحدتها، والأسباب المعروفة لهذه الحالة هي أنها قد تكون ناتجة من بعض المفاهيم الخاطئة في المجتمع، وبعض الأقاويل التي يتم تداولها بين النساء، وهذه الأقاويل تتحدث عن المعاشرة الزوجية وعن ليلة الدخلة، وبعض النساء يذكرن أن هذه الليلة صعبة، وحين يقترب الرجل من زوجته، ويحاول الإيلاج سوف تسيل دماء وهناك ألم مبرح لا يطاق.

فهذه الأفكار التي تروج بكل أسف في مجتمعاتنا، ربما تكون هي السبب الرئيسي لما يحدث، والذي يحدث لك موجود ويمكن علاجه، وأرجو أن يكون ذلك سبباً في طمأنينتك.

والحالة التي تحدث لك تسمى بـ( Vagnismus )، وكلمة (Vagina) تعني الفرج عند المرأة، ولا أعرف الترجمة العربية المطابقة لكلمة (Vagnismus)، ولكن الأمر ببساطة هو أنه حين يحاول الرجل الاقتراب من زوجته يحدث انشداد شديد في عضلة الفرج، وتوجد عضلة دائرية يتم انقباضها، كما أن عضلات الساقين وعضلات الحوض يحدث فيها انشداد لاإرادي في معظمه، والعلاج ليس بالصعب ولكنه يتطلب الالتزام والصبر.

ومن فضل الله تعالى أن زوجك متفهم ولا يوجد فارق عمري كبير بينكما، وبسبب معاملته الطيبة واللطيفة فسوف يساعدك كثيراً، ونحن ندعو في مثل هذه الحالات أن تكون الثقافة الجنسية بالنسبة للزوجين مرتفعة في حدود ما هو مقبول شرعاً، وأعتقد أنكما لديكما الاطلاع التام، وأفضل أن تعلم المرأة خاصة عن أعضائها التناسلية - عن الفرج وعن مكوناته وعضلاته - لأن هذا مهم، وهو يعطي تصورا إيجابياً للمرأة أن ما يُشاع ويقال ليس صحيحاً.

وحين نعرف أن هذا الفرج هو المكان الذي يخرج منه الولد، فهذا يجب أن يعطي قناعة تامة أن العضو التناسلي للرجل يمكن أن يتم إيلاجه في هذه المساحة التي تُخرج الطفل دون أي متاعب حقيقة. إذن تصحيح المفاهيم ضروري ومهم أمام هذا الأمر.
وهناك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، وهي تمارين ضرورية، وكنتُ أتمنى أن تذهبي إلى أخصائية نفسية - وليس طبيبة نفسية - موثوق بها، لأنها يمكن أن تقوم بتدريبك تدريباً كاملاً على الاسترخاء، وتتمثل هذه التمارين في استرخاء العضلات، وهناك تمارين تسمى بتمارين التنفس المتدرج.

وسوف أعطيك فكرة مختصرة عن هذه التمارين، وأفضل إذا تيسر لك الأمر أن تذهبي إلى أخصائية نفسية حتى تقوم بتدريبك، وإذا لم يتيسر ذلك فيمكنك أن تتحصلي على أحد الأشرطة، أو الكتيبات التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين، وحتى على شبكة الإنترنت يمكنك أن تبحثي عنها وسوف تتحصلي على إرشادات كثيرة في كيفية تطبيق هذه التمارين.

ولتطبيق هذه التمارين يجب أن تكوني في غرفة أو في مكان هادئ وليس شديد الإضاءة ولا يوجد به إزعاج أو ضوضاء، وأن تستلقي على كرسي مريح أو تضطجعي على السرير، وبعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً، تأملي في شيء طيب وسعيد وجميل، تأملي في لحظة طيبة مع زوجك على سبيل المثال، وبعد ذلك خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، وبعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبكل بطء عن طريق الفم ويجب أن يكون بقوة وببطء، مع التأمل في شيء سعيد.. كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.

يأتي بعد ذلك تمارين استرخاء العضلات، فيعرف أن عضلات الإنسان توجد في مجموعات، وأنت مستلقية اقبضي على راحة يدك اليسرى بقوة وبشدة حتى تحسين بالألم، وبعد ذلك قومي بإطلاق راحة يدك .. كرري هذا التمرين ثلاث مرات على يدك اليسرى ثم على يدك اليمنى أو العكس، وبعد ذلك طبقي ذلك على بقية الجسم، على سبيل المثال عضلات البطن قومي بشدها بقوة ثم بعد ذلك قومي بإطلاقها.. وكرري ذلك من ثلاث إلى أربع مرات، طبقي نفس التمرين على عضلات الصدر وعضلات الساقين وعضلات القدمين وهكذا، فهذه تمارين جيدة وممتازة أرجو أن تجعليها نمط ووتيرة حياتك وسوف تساعدك كثيراً.

وهناك أيضاً ما نسميه بالتمرين المعرفي وهو التأمل في أن الزواج يمثل حياة طيبة للمرأة وللرجل، وهو مودة وهو سكينة ومحبة وراحة وميثاق غليظ، وهذا الزوج الطيب الحبيب استقرت نفسك إليه، فيجب أن تستمتعي بهذه اللحظات الطيبة معه، وأن هذا الأمر يتم في ستر كامل، وأن ملايين النساء يعاشرن أزواجهنَّ دون صعوبة، فلماذا أنت لا تسترخي؟ فهذا التأمل المعرفي ضروري.

وهناك أمر أنصح به وقد نجح مع كثير من النساء، وهو أن تعرضي نفسك على الطبيبة النسائية حتى تقوم بإزالة غشاء البكارة، هذا بعد استئذان زوجك؛ لأن ذلك سوف يعطيك الثقة وكذلك يعطي الثقة لزوجك ولا عيب في ذلك مطلقاً وهي عملية بسيطة، وأنا أعرف أن إجراء هذه العملية قد سهل للكثير من النساء وقلل من هذه الانقباضات العضلية والمفاهيم الخاطئة، فهذا أيضاً أحد الحلول التي يمكن أن تطبقيها مع ما شرحته لك من حلول أخرى حتى تكون العملية متكاملة.

وبعض الناس يستعملون المراهم التي هي في الأصل نوع من البنج الموضعي، فالبعض يقول أنها أيضاً ساعدت في ذلك، ولا أمنع ذلك، ولكني لا أرى أنه من الضروري، وإذا كنت ترين أن هذا الأمر سوف يفيدك فلا مانع من ذلك أبداً.

وسوف أصف لك أحد الأدوية الفعالة والجيدة والتي تزيل القلق وتؤدي إلى الاسترخاء وتحسين المزاج إن شاء الله، وهذا الدواء يعرف يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويسمى في المغرب العربي تجارياً بـ(ديروكسات Deroxat)، أرجو أن تبدئي في تناوليه بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفعي الجرعة إلى حبة كاملة (عشرين مليجراماً) ليلاً وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تخففي الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم إلى نصف حبة كل يومين لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

والدواء من الأدوية الممتازة ومن الأدوية الفعالة ويساعدك كثيراً إن شاء الله، ولكن فعاليته الحقيقة لا تبدأ إلا بعد أسبوعين أو ثلاثة، فأرجو الصبر عليه.

إذن هذه هي الحلول، وهناك آليات سهلة كما ذكرتها لك فأرجو تطبيقها، وعليكما بالدعاء أن يبعد الله الشيطان عنكما، وأن يجمع بينكما على خير، نسأل الله لكم التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net