تحول بعض حالات القلق إلى مخاوف أو نوبات هلع ترافقها بعض الأعراض الجسدية

2010-08-09 13:04:56 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنة، في أحد الأيام كنت أشاهد مباراة في كرة القدم، وفي اللحظات الأخيرة التي ضيع الفريق الذي أتابعه فرصة أحسست أنني لا أستطيع التنفس، ذهبت للطبيب العام وقال لي: إنها حالة عصبية، وذهبت لطبيب مختص في أمراض القلب، وقال لي: قلبك في أحسن حال، إلا أنه مع مرور الأيام أحس أنني لم أعد أتحمل أي شيء، ولا أستطيع أن أفكر في أي شيء، أحس بحرارة في قلبي، وأن قلبي يكاد يتوقف، وأحس بالخوف، أرجوكم ساعدوني، أنا في حالة خطيرة، أخاف من الموت، ولا تنسوني من دعائكم بالشفاء، وذلك أثناء قيام الليل.



الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولاً: يظهر أنه لديك الاستعداد للقلق والخوف، والتفاعلات العصبية السلبية، هذا الاستعداد هو الذي جعلك تتفاعل بهذه الطريقة التي انقطع فيها التنفس لديك حين كنت تشاهد هذه المباراة، وهذه الحالات هي من صميم القلق، وقد يتحول القلق إلى مخاوف، وقد يتحول إلى نوبات نسميها بنوبات الهلع، والحالة لابد أن تعالج، وأهم علاج هو أن تتفهم أنها حالة بسيطة، وأنه نوع من القلق، ولا تتردد على الأطباء كثيراً، كثير من الذين تأتيهم هذه النوبات القلقية يذهبون إلى أطباء القلب، وتجدهم يتنقلون من مكان إلى مكان، حالتك حالة نفسية بسيطة ولا تتطلب أبداً التنقل بين الأطباء، هذا ما وددت أن أنبهك عليه حتى لا تصاب بنوع من الخوف من المرض، أو حتى التوهم من المرض.

ثانياً: تذكر أن أحداث الحياة مثلما يحدث في كرة القدم أو الألعاب الأخرى أو أمور أخرى كثيرة، يجب أن لا نأخذها بالدرجة التي تؤثر علينا في نفوسنا، هذه أمور أعرف أنها قد سيطرت على أفكار الناس، ولكن الحياة فيها أمور أكثر أهمية وأكثر جدية، والإنسان حين ينظر إلى الأمور العظيمة والجليلة والكبيرة ويهتم بهموم هذه الأمة، ويهتم بمستقبله، هذا لن يجعلك تتأثر بالأحداث الحياتية البسيطة، إذن انقل نفسك نقلة فكرية تقوم على الجدية وعلى تجاوز الأمور البسيطة.

ثالثاً: أنصحك أن تعبر عن نفسك، التعبير عن النفس مهم جداً، وهو من أهم الوسائل فيما نسميه بالتفريغ النفسي، التفريغ النفسي يقلل من الاحتقانات الداخلية، ويجعل الإنسان لا يتفاعل جسدياً، أنت تتحول لديك الأعراض النفسية إلى أعراض جسدية، وهذا النوع من التحول هو نوع من العصاب كما نسميه، فإذا عبرت عن نفسك سوف تقلل من فرص هذا التفاعل السلبي؛ لأن التعبير عن النفس هو تفريغ للعواطف والوجدان والأفكار، وهذا يعتبر أحد صمامات الأمان للنفس البشرية، فكن حريصا على ذلك.

هنالك أيضاً تمارين نسميها تمارين الاسترخاء، وهي مهمة جداً، لممارسة هذه التمارين يمكنك أن تتحصل على كتيب أو شريط من أحد المكتبات، وحاول أن تطبقها، مارس الرياضة أيضاً ففيها خير كثير لامتصاص كل الطاقات النفسية السلبية، خاصة طاقة القلق هذه، يجب أن تركز على دراستك، ويجب أن تكثر من التواصل الاجتماعي، وأن تدير وقتك بصورة جيدة وتتجنب الفراغ، هذا أيضاً يساعدك كثيراً.

لا بأس أن أصف لك أحد الأدوية الممتازة والجيدة والمتوفرة في المغرب، والتي يعرف عنها بأنها من أفضل علاج قلق المخاوف، الدواء يعرف باسم زيروكسات، ويسمى في المغرب باسم ديروكسات، واسمه العلمي هو بركستين، أنت محتاج لتناول هذا الدواء لفترة قصيرة وبجرعة صغيرة ابدأ بجرعة 10 ملجرام نصف حبة تناولها يومياً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة 20 ملجرام، واستمر عليها لمدة 3 أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، الدواء من الأدوية الجيدة الفاعلة وغير الإدمانية.

هنالك دواء آخر نعتبره دواء مساعدا إذا تحصلت عليه لا بأس من تناوله، وهو يعرف باسم فلونكسول واسمه العلمي هو فلوبنتكسول، تناوله بجرعة حبة واحدة نصف ملجرام، تناولها صباحاً لمدة شهرين ثم توقف عن تناول الأدوية، وإن شاء الله بأخذك بالإرشادات السابقة، وتناول العلاج الذي وصفناه لك، ومحاولة أن تقتنع بالتفسير الذي أوردناه حول حالتك، هذا - إن شاء الله - يقضي على الأعراض التي تعاني منها تماما.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ويسعدني أن أهنئك بقدوم شهر رمضان الكريم، وأسأل الله أن يجعلنا من الصائمين والقائمين، وبالله التوفيق والسداد.


www.islamweb.net