توبة من كان يرسل مواضيع جنسية وصوراً خليعة
2003-08-07 20:13:41 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قمت بإرسال مواضيع جنسية وصوراً خليعة لأناس لا أعرفهم بقصد تشويه سمعتهم.
فيا ريت أن تخبروني ما عقوبة العمل الذي فعلته، وبم تنصحوني؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
الأخ / عبد الله الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك.
أخي الكريم! الله يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، ولذا فأنا أدعوك أولاً للمسارعة بالتوبة والرجوع إلى الله، قبل أن يأتيك الأجل وأنت على هذه المخالفة، وأبشر يا أخي فإن الله هو غافر الذنب وقابل التوب إذا رجع الإنسان، وهو كذلك شديد العقاب لمن تمادى في المعاصي، وبالتوبة النصوح والعمل الصالح والإخلاص معه يبدل الله السيئات إلى حسنات.
ولاشك أن عناوين المراسلات موجودة معك، فعليك أن ترسل فيها لنفس الإخوة الأذكار والأشياء الطيبة وتخبرهم بتوبتك وتطلب منهم العفو والصفح عن أخطائك معهم، وتحرص على أن تصل إلى نفس الأشخاص، وإذا أمكن أرجو أن تجند نفسك بقية العمر لعمل الخير وخير العمل.
ومن مصلحتك أن تتخلص من الصور الخليعة والمواضيع الفاسدة التي بحوزتك، حتى لا يجد الشيطان معك فرصة للعودة إلى الماضي المظلم، وهذا يعينك على الثبات، ومفيد لك جداً أن تبتعد عن قرناء السوء الذين يساعدونك على المعاصي، فابحث عن أخيار يذكرونك بالله، ولا مانع من الرجوع إلى رفاق المعصية، ولكن بعد أن تثبت قدمك على طريق الخير لتأخذ بأيديهم، (ولأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم).
أما عقوبة هذا العمل فهي عظيمة، والله يغضب إذا أساء الإنسان لأعراض المسلمين، ولذلك توعد الذين فقط يحبون انتشار الفاحشة والفساد بين الناس فقال: (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[النور:19]. وتوعد من يؤذي عباده المؤمنين والمؤمنات فقال تعالى:(( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ))[الأحزاب:58].
والحمد لله الذي أدركك بلطفه ورحمته فانتيهت من غفلتك، وأرجو أن لا تتحدث عن أيام الجهل أمام الآخرين، ولكن لا بأس من تكرار الندم عليها، فإن (الندم توبة).
وكفارة ما عملت هو المسارعة في الطاعة والاجتهاد في بقية عمرك، واشغل نفسك بكثرة الاستغفار لنفسك ولإخوانك الذين أرسلت لهم ما يحثهم على المعصية أو اجتهدت في تشويه سمعتهم، خاصة الذين لا تتمكن من الوصول إليهم، قال تعالى: (( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ))[طه:82] فعليك بالعمل الصالح والاستقامة عليه.
وأسأل الله أن يثبتك ويسددك، والله الموفق.