توجيه لشاب في رغبته في السفر لدراسة اللغة لرفع كفاءته العلمية
2003-10-01 12:16:32 | إسلام ويب
السؤال:
أدرس حالياً في السنة الرابعة في كلية الهندسة، وأرغب في السفر لدراسة اللغة الإنجليزية لكونها حاجة ملحة في دراستي، وكونها أساس انطلاقة في مستقبلي، تكمن المسألة في تحدي -مشكلة- مع والدي، فهو شخص عدواني متسلط وديكتاتوري، وأيضاً غير متفاهم وشخص غير مسؤول، وأنا معه في شجار دائم مستمر وبشكل أصبح لا يطاق فعلاً، وأنا متردد بين السفر لتعلم اللغة الآن، علماً بأني سوف أقوم بتأجيل فصل دراسي من الجامعة والبقاء هناك لمدة ستة أشهر، وستكون عاقبة هذا القرار تأخر تخرجي من الكلية لمدة عام كامل مما يبقيني تحت سطوة أبي، أو تأجيل اللغة لمرحلة ما بعد التخرج، وهنا قد ضاعت فائدة توظيف اللغة في رفع مستواي الدراسي، وكذلك سيصبح الأمر صعباً حيث إنها مرحلة حرجة لي حيث أريد الانطلاق في العمل، أتمنى التعاون معي ولكم فائق تقديري واحترامي على ما تقدمونه.
والله يرعاكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل المهندس/ محارب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يوفقك إلى خيري الدنيا والآخرة، وأن يعز بك دينه، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم.
وبخصوص ما ورد برسالتك فالأمر يحتاج إلى بعض التفصيل:
1- إذا كان بمقدورك التقوي في اللغة عندك في السعودية ولو بصورة معقولة فأرى ألا تسافر، وأن ترضى بهذا المستوى الذي لن تكون فيه أقل من زملائك، خاصة أن السفر محفوف بمخاطر شرعية وأخلاقية لا تحمد عقباها، وأن السلامة في الدين والخلق أهم من غيرهما، وحتى لا تتأخر في التخرج عن زملائك عاماً آخر.
2- أما إذا كان ذلك غير ممكن في المملكة، أو أنه متعذر، أو أن المستوى الذي تريد الوصول إليه لا يمكن الحصول عليه إلا بالسفر، وترى في نفسك القوة الدينية والأخلاقية التي تجعلك تغزو ولا تغزى، وتؤثر ولا تتأثر، بل وتدعو إلى الإسلام والحق وتظهر محاسنه؛ فأرى أن التضحية بسنة من العمر ليست بالشيء الكثير، خاصةً أن اللغة لن تفيدك فقط في التخرج أو النجاح، وإنما قطعاً سيعود نفعها عليك في كثير من أمور حياتك العلمية والعملية والدراسية، فاللغة لها دورها البارز خاصة في مجالك الهندسي والتقني، وما يدريك فقد يمن الله عليك إذا صدقت نيتك فتستغلها في الدعوة إلى الله، وبذلك تكون قد ضربت عصفورين بحجرٍ واحد، فصلّ صلاة الاستخارة وتوكل على الله، وأكثر من الدعاء لوالدك بالصلاح والمغفرة، ولنفسك أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك الصبر على ظروف والدك وتصرفاته، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد وسعادة الدنيا والآخرة، وبالله التوفيق.