الطرق المشروعة للبحث عن زوج صالح
2003-10-08 23:36:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاه أبلغ من العمر 26 عاماً، غير متزوجه وأريد أن يرزقني الله من فضله زوجاً صالحاً أشدد به أزري وأشركه في أمري، فنحمد الله كثيراً ونشكره كثيراً، ولقد وجدت على الشبكة موقعاً للباحثين عن الزواج فسجلت فيه بياناتي، ولكني ندمت بعد ذلك حيث أني شعرت وكأني أهنت كرامتي.
حاولت إلغاء اسمي من هذا الموقع ولكني لم أستطع، والآن يرسل إلي كثير من الشباب الذين تعرفوا على مواصفاتي من خلال هذا الموقع وهم يرسلون لي أرقام المحمول الخاص بهم وكذلك البريد الإلكتروني، ويريدون مني أن أتكلم معهم أو أرسل إليهم لكي نتعرف أكثر لعله يحدث نصيب.
علماً أنهم يرسلون لي على البريد الخاص بهذا الموقع، لا أعلم ماذا أفعل، أنا أريد زوجاً حقاً ولكني أخشى أن يكون هؤلاء الشباب غير جادين ويريد أحدهم مجرد التسلية، وأيضاً أنا لا أريد أن أقلل من نفسي، فماذا أفعل هل أرد عليهم أم لا؟
ملحوظة: أرجو الدعاء لي ولبنات المسلمين أجمعين أن يصلح بالنا بأزواج صالحين، وأن يستخدمنا لنصرة هذا الدين.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة /م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.
نسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يجعل لك من لدنه ولياً ونصيراً، وأن يمن عليك بالزوج الصالح الذي يكون عوناً لك على طاعته، وأن يكون ذلك عاجلاً غير آجل، وأن تقر عينك بذلك في أقرب فرصة.
بخصوص ما ورد برسالتك: فأرى أنك فعلاً تسرعت وسجلت اسمك في هذا الموقع بهذه الطريقة؛ لأنه وكما تعلمين أن قضية الزواج من قدر الله الذي قدره قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، فنصيبك من الأزواج مدرك لا محالة مهما طال الزمن، ولقد جعل الله لتحقيق ذلك أسباباً جرت العادة بها منذ الأزل، وعرفها الناس ومارسوها في حياتهم، والمرأة وكما لا يخفى عليك يضرب بها المثل في الحياء، حتى وصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أشد حياءً من العذراء في خدرها، ولذلك قال المولى جل جلال في قصة ابنة شعيب: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)[القصص:25] أي كانت تمشي مستحية، وهذه هي صفات المرأة المسلمة عبر التاريخ، وهذا ما أشاد به الشعراء والبلغاء والكتاب والأدباء، وتفاخر به العرب عبر تاريخهم الطويل، إلا أن الشارع أجاز بعض الصور، منها عرض المرأة المسلمة نفسها على الرجل الصالح، واستدلوا على ذلك بعرض امرأة نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم، فهذه حالة فريدة أقرها الإسلام شريطة أمن الفتنة، وتوافر الديانة، مع عدم الإخلال بالضوابط الشرعية العامة.
كما أجاز الشارع كذلك أن يعرض الرجل موليته على الرجل الصالح، كما عرض عمر بن الخطاب حفصة على أبي بكر وعثمان وهكذا، هذه هي أهم الصور خاصة، وإن كثيراً من الفتاوى تذهب إلى حرمة الاتصال بين الرجال والنساء بهذه الطريقة لما يترتب عليها من فتن وفساد وعلاقات محرمة أحياناً.
لذا أنصحك بصرف النظر عن هذه الطريقة غير اللائقة بالمرأة المسلمة الفاضلة، والأخذ بالطرق المشروعة والمناسبة لحياء المرأة المسلمة، وهي كالتالي:
1- الدعاء : فإنه خير سلاح يتزود به المسلم لمواجهة كل شيء، حتى القدر فإنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، وأن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأمثلة قدرة الدعاء على قضاء الحوائج وتفريج الكربات في القرآن والسنة أكثر من أن تحصى، حتى في الحالات الميؤوس منها في عرف الناس.
كما أكرم الله إبراهيم بولده إسحاق رغم تقدم سنه وفوات فترة الحمل بالنسبة لزوجته، وهكذا زكريا عليه السلام وأيوب عليه السلام، إلى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة في القرآن والسنة، فعليك بالدعاء والإكثار منه، وشدة الإلحاح على الله، واعلمي أن الله سبحانه لا يمل حتى يمل الإنسان .
2- أكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه مجربة في قضاء جميع الحاجات وتفريج أشد الكربات .
3- التعرف على الأخوات الصالحات من خلال حضور الندوات والمحاضرات والتجمعات الإسلامية النسائية المنضبطة.
4- الإكثار من الاستغفار، فإن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا، ومن كل همٍ مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب.
5- سؤال الوالدين الدعاء، فإن دعاء الوالد أو الوالدة لا يرد.
6- التماس بركة دعاء الصالحين والصالحات لك بقضاء حاجتك، ونحن بدورنا بالموقع نتوجه لك ولأخواتك المسلمات بخالص الدعاء أن يقضي الله حاجتكم، وأن يمن عليكم بالزوج الصالح والذرية الصالحة، إنه جوادً كريم، وبالله التوفيق.