الشك في أن الزوج يحادث امرأة أخرى وعلاج حدوث الخصام بسبب ذلك
2003-10-20 16:27:31 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ سبع سنين، وعلاقتي بزوجي جيدة، لكن قبل أيام قلائل شكيت في أنه كان يكلم امرأة، وبنيت شكي على شيء قوي؛ لأنه في يوم من الأيام كنت خارج البيت، واتصلت على جواله وكان على وضع انتظار، واتصلت على تليفون البيت وسألته من تكلم؟ فذكر أحد أسماء أصحابه، ولكن عندما عدت للمنزل فوجئت أن الرقم الذي اتصل عليه ممسوح، وكان اتصاله بصديقه الذي ذكر لي اسمه هو بعد اتصالي على جواله بثلث ساعة، أي ليس في نفس الوقت، المهم أنه دخلني الشك وتجادلت معه، لكنه أنكر ذلك وبدأ يسبني ويشتمني، فلو كان واثقاً من نفسه لكان أقنعني بأي شيء، لكن ازددت في شكي له وأصبح لا يكلمني ولا يريد رؤيتي، والمشكلة أنني لم أقصر معه بأي شيء من الناحية الزوجية، أريد منكم المساعدة والنصح، ماذا أفعل في هذه الحالة؟ أرجو الرد علي بسرعة؛ لأننا متخاصمين منذ عشرة أيام، وأنا أحس بالضيق والحزن ولا أستطيع أن أكلمه؛ لأني أحس أني مجروحة جرحاً عميقاً .
آسفة على الإطالة، ولكم جزيل الشكر والعرفان.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sadeem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي الكريمة! أسأل الله أن يؤلف بين القلوب، وأن يعين الجميع على طاعته، وأن يستخدمنا وإياكم فيما يرضيه.
تخطئ كثير من الأخوات حين تعقد لزوجها محضراً للتحقيق، وتحاسبه على كلامه وأفعاله وسائر تصرفاته، هذا من شأنه أن يضايق الزوج، وقد يدفعه لما لا تحمد عقباه، والمرأة العاقلة إذا رأت من زوجها تغيراً أو نفوراً اجتهدت في معرفة الأسباب، فإن كان الخلل منها تداركته وأصلحت من أحوالها، وإن كان النقص من طرف الزوج ساعدته على الخروج من النفق، قال تعالى: (( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ))[النساء:128] والتقصير في القيام بواجب الزوج بإهماله أو الانصراف إلى الأطفال، أو تقصير الزوجة في الاهتمام بنفسها وزينتها قد يدفع الزوج إلى البحث عن زوجةٍ ثانية إذا كان متديناً يخاف الله، أو يدور على فلك أهل الفساد وما أكثر الشريرات إذا لم يكن عنده دين يردعه.
وإذا أنكر الزوج بعض الأشياء فلا داعي لمجادلته، ولكن الصواب تأجيل المناقشة لوقت آخر، والمرأة الذكية تعرف الأوقات التي تصلح للحوار مع الزوج، بل وتستطيع أن تستخرج ما في نفسه وتستولي على ما في جيبه، وأرجو أن تسأليه إذا كانت هناك أشياء تضايقه حتى يسهل عليك تفاديها مستقبلاً.
وتذكري أن الشيطان وحده هو الذي يفرح لخراب البيوت، وقد ورد في الصحيح أن الشيطان ينصب عرشه على الماء ويرسل سراياه للآفاق، حتى يأتيه من يقول له ما زلت به حتى طلق زوجته فيدنيه ويقبله ويقول له أنت أنت، ولذا أرجو تفويت هذه الفرصة عليه، والشيطان يئس أن يعبده المصلون ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك في التحرش بينهم، وعليك أن تقدري عشرة السنوات وتعترفي له بجوانب الإحسان.
وسارعي يا أختي الكريمة، وضعي يدك في يد زوجك، وقولي له: لا أذوق غمضاً (نوماً) حتى ترضى، وهذا شأن المرأة الصالحة، واختاري أوقاتا أخرى مناسبة لإخراج ما في نفسك، ولا يجوز للمرأة أن تهجر زوجها وتخاصمه؛ لأن هذا يدفع الرجل للبحث عن بدائل أخرى، وقد تكون والعياذ بالله غير مشروعة، وتأكدي أن سعادتك في العودة إلى الحياة الزوجية المستقرة، وعندها سوف تذهب الأحزان وترفرف معاني السعادة من جديد، واحرصي على طاعة الله، وأكثري من الاستغفار، وعليك بالتوجه إلى الله تبارك وتعالى والمسارعة في الخيرات، وهذا يصلح الأزواج والزوجات، قال تعالى: (( وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ))[الأنبياء:90] أسأل الله لك التوفيق والسداد.