الوسواس القهري المتعلق بالصلاة وكيفية التغلب عليه

2002-05-20 01:21:40 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أعاني من الكثير في حياتي، ولكن أكثر ما يؤرقني هو ما ظهر لي مؤخراً حيث أنني أفعل أشياء -خصوصاً في الصلاة- ثم بعد فترة أشك أنني عملتها، مما يضطرني لإعادتها مرة إثر أخرى. مع العلم أنني أعاني من تشتت في الذهن وصعوبة في التركيز؟
هل يجب أن أراجع طبيباً نفسانياً؟ علماً أنني لا أعرف واحداً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر الأخ محمد على رسالته وأريد أن أوضح له أن الشكوك الوسواسية شائعة جداً في مجتمعنا الإسلامي، حيث أن معظم الوساوس تنشأ في كثير من الحالات من معتقدات الناس وأعرافهم وعاداتهم الإجتماعية .

هناك عدة طرق لمعالجة هذه الحالة أولها: تعلم التركيز على نقطة واحدة ويكون ذلك على سبيل المثال بأن تنظر إلى جهاز الراديو مثلاً وتحاول أن تتمعن في كل تفاصيله الخارجية ثم محتوياته الداخلية ثم الطريقة التي يستقبل بها الإرسال وتتعمق في تفكيرك وتركيزك وتكرر مثل هذه التمارين البسيطة عدة مرات في اليوم، على أن تكون نقاط التركيز مختلفة أي تتخيل شيء غير الراديو في المرة الثانية وبهذه الطريقة سوف تجد أن محور تركيزك أصبح أقل تشتتاً.

أما بالنسبة للصلاة فقد أفتى العلماء الأجلاء بعدم إعادتها في مثل هذه الظروف، ويتفق علم النفس الحديث تماماً مع هذا التوجه. ومن الأشياء التي يمكن ان تبدأ بها هي أن تصلي مع الجماعة وإذا صليت في البيت ممكن أن تطلب من أحد الأشخاص أن يراقب الطريقة التي تصلي بها وستجد في النهاية أن صلاتك صحيحة وفي احدى التجارب طلب من مجموعة من الأشخاص الذين يتشككون في صلاتهم وفي الوضوء أن يصوروا انفسهم عن طريق الفيديو خلال قيامهم بالصلاة والوضوء وكان نتيجة هذه الدراسة أن 98% من المشاركين فيها كانت صلاتهم صحيحة، وكذلك الوضوء، وهذا يؤكد أن الشكوك هي فكرة وسواسية وليست حقيقية.

توجد أيضاً علاجات دوائية تساعد في مثل هذه الوساوس وأهمها عقاري البروزاك والفافرين ويمكن أن يكون مثل هذا العلاج تحت إشراف الإخوة الأطباء، وفي سوريا يوجد الأخ الطبيب محمد أديب العسالي استشاري الطب النفسي بدمشق، وهو من الأطباء الذين يتمتعون بخبرة واسعة، وأنا على يقين أنه سوف يقوم بتقديم كل مساعدة لك.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net