الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكبر.. خطره وشره .. وعلاجــه

السؤال

ماذا يقول الإسلام في تكبر الإنسان على الآخر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالكِبْر مرض دنيء، وداء عضال، وأول من سنه إبليس اللعين.
وقد حذر الإسلام من الكبر أشد التحذير، فمن ذلك:
- أن المتكبر قدوته الشيطان، قال الله تعالى عنه لما أبى أن يسجد لآدم عليه السلام: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) [البقرة:34].
- أن الله لا يحب المتكبرين، قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان:18].
- أن المتكبر في النار - والعياذ بالله - قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" رواه مسلم.
- أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان، فيساقون إلى سجن في جهنم يقال له: بُولَس، تعلوهم نار الأنيار، يُسقون عصارة أهل النار طينة الخبال. روى ذلك أحمد والترمذي، وصححه مرفوعاً.
- وقد نهى الإسلام عن إسبال الثياب، والتفاخر بالأحساب ونحوها، لأنها تدل على الكبر لدى فاعلها.
وقد أمر الإسلام بالتواضع للمسلمين، قال تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الحجر:88]، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما تواضع أحد لله إلا رفعه" رواه مسلم، وقال أيضاً: "إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد" رواه مسلم.
والإسلام يدعو إلى مكارم الأخلاق، وينهى عن سيئها، وهو دين الألفة والمحبة والرحمة والإخاء والتباذل والتناصر، والكبر يتنافى مع كل هذه المعاني.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني