الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أكل وهو يظن أن الفجر لم يطلع، ثم تبين أنه طالع

السؤال

1 هل صحيح أن التقويم الذي بين أيدي الناس الآن فيه تقديم خمس دقائق في الفجر خاصة، يعني لو أكلت وهو يؤذن على التقويم فلا حرج؟
أنا لدي ساعة منبه لأوقات الصلاة على التقويم , وأبي ذكر لي أنها متقدمة دقيقة أي أنها ستتقدم بدقيقة في التنبيه لكل صلاة عن الوقت الحقيقي لها (مثال: لو كان وقت دخول الفجر 4:20 ونبهت الساعة عند ذلك الوقت، فإننا نحن سنعتبر دخول وقت الصلاة الحقيقي في 4:21 )
وعندما كنت ناوية للصيام في ذلك اليوم سمعت منبه الساعة(4:20) إلا أنني تعمدت الذهاب بسرعة للشرب على أساس أنه تبقى لدي دقيقة، وفي أثنائها سمعت أذانا بعيدا إلا أنني لم أكترث لأنه في ظني متقدم قليلا.
في السابق كنا نعتمد على أذان المسجد القريب منا أي أنه من أهل الثقة والانضباط، إلا أنني لاحظت أنه يتأخر دقيقة عن زمن وقت الفجر حسب التقويم , ودقيقتين عن الساعة المنبهة للصلوات على أساس أنها متقدمة بدقيقة أي أنه سيؤذن في (4:22) فلا آخذ بوقته احتياطا
ما حدث أنني بعد ما شربت أثناء الدقيقة التي كنت أظنها الدقيقة الباقية لي في زمن السحور رأيت الساعة فإذا هي على الدقيقة التالية أي بعد زمن تقويم الساعة المنبه وقبل زمن دقيقة أذان المؤذن (التي في ظني يجب الإمساك عندها 4:21 ) توقفت عن الأكل ولكنني لا أدري صومي هكذا صحيح أم يجب علي إعادته ,علما بأنه صوم قضاء ؟
3 في رمضان بعدما انتهت فترة العذر الشرعي وكان ذلك ليلا أي أنه لم يفسد علي نهار كامل نسيت بالضبط متى بدأت أي شككت في حساب عدد الأيام التي يجب قضاؤها، وبعد تذكر وتجميع مال ظني (ولم أتيقن ) إلى يوم معين بعد الحساب سيكون القضاء على ستة أيام. فكم أزيد الاحتياط يوم أو يومين، علما بأن عادتي هي من ست إلى سبعة أيام ولكن في الصيام قد يصل القضاء من سبعة إلى ثمانية أيام لأنها قد تبدأ أو تنتهي في نهار فيفسد النهار كله ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا يمكننا العلم بتوقيت أذان الفجر عندكم في التقويم هل هو متقدم أو متأخر, والمرجع في ذلك إلى أهل العلم في بلادكم إذا لم تكونوا قادرين على معرفة دخول الوقت بالعلامات الشرعية, وانظري الفتوى رقم: 143083والفتوى رقم 126606عن حكم الاعتماد على التقاويم في تحديد أوقات الصلوات, وأما شربك عند الأذان فإذا شربت اعتقادا منك أن الفجر لم يطلع وأن المؤذن يؤذن قبل دخول الوقت فإن صيامك صحيح ولا شيء عليك.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: فلو أكل الإنسان وهو يظن أن الفجر لم يطلع، ثم تبين أنه طالع فصيامه صحيح؛ لأنه لم يعلم أن الفجر قد طلع ... اهـ.

ومن العلماء من سامح في الأكل أو الشرب بعد دقيقة ونحوها إذا كان المؤذن يؤذن اعتمادا على التقويم.

قال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى : ... التقويم -كما ذكرنا- هو علامة يستدل بها فلا ينبغي أن يتأخر عن حد التقويم تأخرًا كثيرًا، أما لو تأخر دقيقة أو دقيقتين وما أشبه ذلك فهذا لا بأس به ... اهـ من المنتقى من فتاوى الفوزان, وانظري الفتوى رقم 127367.
وأما شكك في عدد أيام القضاء فيلزمك التحري والبناء على غلبة الظن, وتصومين ما يغلب على ظنك أن ذمتك تبرأ به .


والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني