الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما حكم من يصدق بوجود أشباح للأموات؟ وهل يكفر عينا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما يقال عن ظهور أشباح للموتى، لعله يكون راجعا إلى التخيلات أو الخوف، وربما كان بسبب الشياطين، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا غول. رواه أبو داود وصححه الألباني.

قال ابن الأثير في النهاية: الغول: أحد الغيلان، وهي جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا: أي تتلون تلونا في صور شتى، وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله، وقيل: قوله: لا غول ـ ليس نفيا لعين الغول ووجوده، وإنما فيه إبطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله، فيكون المعنى بقوله: لا غول ـ أنها لا تستطيع أن تضل أحدا، ويشهد له الحديث الآخر: لا غول ولكن السعالي ـ السعالي: سحرة الجن: أي ولكن في الجن سحرة، لهم تلبيس وتخييل، ومنه الحديث: إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان ـ أي ادفعوا شرها بذكر الله تعالى، وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها عدمها. اهـ.

وهذا هو الأظهر، أنه لم يرد نفي وجودها، وإنما إبطال ما يعتقده الناس فيها، قال الخطابي في معالم السنن: ليس معناه نفي الغول عيناً وإبطالها كوناً، وإنما فيه إبطال ما يتحدثون عنها من تغولها واختلاف تلونها في الصور المختلفة وإضلالها الناس عن الطريق وسائر ما يحكون عنها مما لا يعلم له حقيقة، يقول: لا تصدقوا بذلك ولا تخافوها، فإنها لا تقدر على شيء من ذلك إلا بإذن الله عز وجل، ويقال: إن الغيلان سحرة الجن تسحر الناس وتفتنهم بالإضلال عن الطريق. اهـ.

والمقصود بذكر ما تقدم من ملابسات المسألة أن الحكم بالكفر ـ النوعي فضلا عن العيني ـ لمن يصدق بوجود الأشباح لا يتأتى ولا يصح، وقد سبق لنا التنبيه على خطورة الكلام في التكفير، وأن من ثبت إسلامه بقين فلا يزول بالشك، وأنه ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، ولبيان ضوابط ذلك راجع الفتويين رقم: 721، ورقم: 53835.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني