الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحرم بالعمرة من مدة ولم يؤدها لانشغاله، ويريد أداءها الآن، فماذا يلزمه

السؤال

أسكن وأعمل بجدة وسافرت إلى السودان إجازة، وعند الرجوع في الطائرة عند الميقات نويت العمرة وكان ذلك قبل 15يوما، ولم أذهب للعمرة إلى الآن بسبب الانشغال في العمل، واليوم يوجد عمل تابع للشركة في مكة والطائف ويجب ذهابي للعمل، فماذا يجب علي إذا ذهبت للعمل بدون نية العمرة؟ أو إذا ذهبت إلى الطائف أولا ثم أحرمت من السيل وأديت عملي بمكة ثم أديت العمرة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت نويت الإحرام عند الميقات ـ كما ذكرت ـ فإنك لم تزل محرما حتى تتحلل من عمرتك بأداء النسك، وذلك لقوله تعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ {البقرة:196}.

قال ابن كثير: اتفق العلماء على أن الشروع في الحج والعمرة ملزم. انتهى.

ومن ثم، فالواجب عليك أن تبادر بالكف عن جميع محظورات الإحرام ثم تذهب إلى مكة فتؤدي العمرة، وليس عليك أن تحرم مرة أخرى لا من السيل ولا من غيره، لأنك لم تزل محرما ـ كما ذكرنا ـ وأما ما ارتكبته من محظورات الإحرام مع الجهل بالحكم فلا فدية عليك فيه إلا ما كان من قبيل الإتلاف كقص الشعر وتقليم الأظفار، فالأحوط أن تفدي عن كل محظور منها فدية مخيرا فيها بين صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع وذبح شاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني