الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم الزوجة طاعة زوجها فيما تنفر منه النفس السوية؟

السؤال

في المقدمة أسأل الله أن يجازيكم خير الجزاء على هذا الموقع المفيد النافع، ويجعله في ميزان حسناتكم.
أنا متزوجة منذ عام ونصف -والحمد لله-، ولكن هناك شيء يتعبني كثيرا أثناء علاقتي مع زوجي، وهو: الجنس الفموي. فهو دائما يطلبه مني، وأنا قرأت أنه لا يجوز، ومناف للفطرة السليمة، وأن له أضرارا، وحاولت مرارا وتكرارا أن أمنع هذا، وأن أقنعه بأسلوب لطيف، وبالحوار والتفاهم كان يقنعني بأن كل أشكال المداعبة مباحة ما عدا الإتيان في الدبر، وأحيانا يأتي في خاطري أنني بذلك أصرفه عن الحرام، وأن لا ينظر للحرام، ولكن الإحساس الأقوى لدي أني ينتابني خوف من الله شديد، وأخاف أن يغضب الله علي، وأخشى أن يكون تأخير حملي بسبب هذا الفعل، مع أن زوجي يصلي كل الصلوات بالمسجد، وعلى خلق، وأنا ملتزمة، وأحفظ القرآن، ولا أزكي نفسي، فماذا أفعل؟
أرجو النصيحة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكره زوجك صحيح، نعني: قوله: إنه يجوز للزوج الاستمتاع بزوجته بما عدا الوطء في الدبر، وحال الحيض، وراجعي في هذا فتوانا رقم: 5174.

والأمر على ما ذكرت من أنه ما يسمى بالجنس الفموي مناف للفطرة، والذوق السليم، وهو ما بيناه في الفتوى رقم: 2146. ويحرم هذا الفعل إن خشي منه ضرر أو ترتب عليه ملابسة النجاسة، كما هو مبين في الفتوى رقم: 137870 ,

وعلى فرض أنه لم يترتب عليه ضرر، ولم يخش منه ملابسة النجاسة، فلا يلزم الزوجة طاعة زوجها فيه؛ لأن الطاعة إنما تكون في المعروف، وهذا ليس من المعروف في شيء؛ لمخالفته لمكارم الأخلاق، وآداب الشرع، ومحاسن العادات.

ونوصي كل زوج بأن يتقي الله في زوجته، ويراعي مشاعرها، ولا يحملها على ما فيه حرج أو إيذاء نفسي لها.

ومما نرشدك إليه: الاستمرار في مناصحته بأسلوب طيب، ولو أمكنك أن تطلعيه على هذه الفتاوى وأمثالها فافعلي؛ لعل الله أن يلهمه رشده، ويقتنع، ويعود إلى صوابه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني