الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حديث: ولا يفتح عبد باب مسألة، إلا فتح الله عليه باب فقر

السؤال

إخوتي الكرام، مشايخنا الأفاضل.
أريد أن أستفسر عن موضوع معونة الهلال الأحمر، التي توزع في سوريا، بحكم الأوضاع الراهنة.
فأنا شاب متزوج، وليس لدي أطفال، وعملي والحمد لله يكفيني تقريبا بفضل الله.
هل الانتفاع من معونة الهلال الأحمر، التي توزع على جميع العائلات السورية، فيها شيء من الحرام أم هي حلال، حيث تكون سندا لنا في مصروفنا بسبب غلاء الأسعار الفاحش لدينا، حيث سمعت أن من أخذ معونة وهو بغير حاجة ماسة لها، فقد فتح باب الفقر عليه؟
أرجو الرد، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت ممن تشملهم تلك المعونة، فلا حرج عليك في أخذها، والتعفف عنها خير ما دمت مستغنيا كما ذكرت.

والمعنى المشار إليه في السؤال، هو ما رواه الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ..... ولا يفتح عبد باب مسألة، إلا فتح الله عليه باب فقر. والمقصود بالمسألة هي سؤال الناس، وطلبهم المال، أو الحاجات.

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، أن المرء كلما انتهج منهجا من السؤال للناس، زاده الله احتياجا وفقرا.

قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: (ولا فتح) أي على نفسه (باب مسألة) أي سؤال للناس (إلا فتح الله عليه باب فقر) أي باب احتياج آخر وهلم جرا، أو بأن سلب عنه ما عنده من النعمة، فيقع في نهاية من النقمة، كما هو مشاهد. اهـ.

وقال المناوي في فيض القدير: (وما فتح رجل باب مسألة) أي طلب من الناس (يريد بها كثرة) في معاشه (إلا زاده الله تعالى بها قلة) بأن يمحق البركة منه، ويحوجه حقيقة، يعني: من وسع صدره عند سؤال الخلق عند حاجته، وأنزل فقره وحاجته بهم، ولم ينزلهما بالله، زاده الله فقرا في قلبه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني