الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: يعلم الله أني فعلت كذا، وما يترتب عليه

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم قول [ يعلم الله ] مثال : يعلم الله أني ذهبت لصديق ؟
وجزاك الله خيراً .. وجزى الله القائمين على الشبكة خير جزاء .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فيجوز ذكر هذه العبارة إن كان قائلها صادقًا فيما يقول، أما إن كان كاذبًا فلا يجوز إطلاقها، بل قد يترتب على ذلك وقوعه في الكفر كما نص على ذلك بعض الفقهاء. ففي حاشيتي قليوبي وعميرة في الفقه الشافعي: ولو قال يعلم الله أو يشهد الله، فإن كان صادقًا فلا بأس، وإن كان كاذبًا فحرام، بل إن قصد أن الله يعلم ذلك، وهو كاذب فيه كفر، كما قاله النووي وتبعه شيخنا. اهـ وفي كتاب البحر الرائق - وهو في الفقه الحنفي -: وفي قولهم يعلم الله أنه فعل كذا ولم يفعل كذا وهو يعلم خلافه، فيه اختلاف المشايخ، وعامتهم على أنه يكفر. اهـ وعلى هذا فينبغي الحذر في إطلاق مثل هذه العبارة؛ هذا من حيث ذكرها ابتداءً. وأما هل تترتب على ذلك كفارة أو لا؟ في هذا خلاف بين الفقهاء، فأوجب بعضهم فيها الكفارة، وذهب آخرون إلى عدم وجوب الكفارة فيها، وفصل فريق ثالث فقال: إن أراد بها الحلف فعليه الكفارة، وإلا فلا. واستحب فريق رابع الكفارة احتياطًا تنزيلاً له منزلة "عِلْم الله" مصدرًا، ولعل هذا القول الأخير أرجح. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني