الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: التعبد، وعلاقة المحبة به

السؤال

ما معنى التعبد؟ هل هو كمال الذل مع كمال الحب؟ وهل يدخل في معنى التعبد الطاعة والانقياد؟ فيكون تعريفه كمال الذل والحب والطاعة والانقياد؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فالتعبد معناه التذلل؛ كما قال الأزهري في تهذيب اللغة: والتعبُّد: التذلّل. قَالَ: والمعَبَّد: المذلَّل .. اهـ.

وفي مختار الصحاح: وَأَصْلُ الْعُبُودِيَّةِ الْخُضُوعُ وَالذُّلُّ. وَ (التَّعْبِيدُ) التَّذْلِيلُ يُقَالُ: طَرِيقٌ (مُعَبَّدٌ) . وَ (التَّعْبِيدُ) أَيْضًا (الِاسْتِعْبَادُ) وَهُوَ اتِّخَاذُ الشَّخْصِ عَبْدًا، وَكَذَا (الِاعْتِبَادُ) . وَفِي الْحَدِيثِ: «رَجُلٌ (اعْتَبَدَ) مُحَرَّرًا» وَكَذَا (الْإِعْبَادُ) وَ (التَّعَبُّدُ) أَيْضًا. يُقَالُ: (تَعَبَّدَهُ) أَيِ اتَّخَذَهُ عَبْدًا. وَ (الْعِبَادَةُ) الطَّاعَةُ. وَ (التَّعَبُّدُ) التَّنَسُّكُ . اهـ

ويخلص من هذا أن أصل كلمة التعبد لغة هو الخضوع والذل، وبماذا يكون الخضوع والذل؟ يكون بطاعة المعبود والانقياد له مع المحبة، فالطاعة والانقياد هما سبيلا التعبد وطريقاه، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «تعبَّد»، أي: تعبَّد لله؛ وتذلَّل له بالعبادة والطَّاعة.. اهـ، وبهذا يظهر جواب سؤالك:"وهل يدخل في معنى التعبد الطاعة والانقياد".

وأما علاقة المحبة بالتعبد، فقد قال ابن القيم في مدارج السالكين: العبادة تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع، والعرب تقول: طريق معبد أي مذلل، والتعبد التذلل والخضوع، فمن أحببته ولم تكن خاضعا له لم تكن عابدا له، ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابدا له، حتى تكون محبا خاضعا. اهـ

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني