الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المحادثة بين الأجنبيين الأقارب

السؤال

أنا أحب شخصًا قريبًا لي، أصغر منِّي بأربع سنوات، وكنت أحبه منذ الصغر، وأنا الآن في الجامعة، وما زال هذا الحب مستمرًّا، وهو لا يدري عنّي، وقبل سنة لعب إبليس بأفكاري، وأصبح بيننا بعض المحادثات البريئة في الواتساب، ولا أعلم كيف انهزمت للأفكار السيئة، وأصبح يعرف عن مشاعري، وأصبح يبادلني المشاعر، واستمرت المحادثة بيننا بضعة أشهر، وكنت في ذلك الوقت لم أتحجب عنه، وعندما كبر وتحجبت عنه، قلت له: لا أستطيع أن أستمر في هذه المحادثة معك؛ لأنّها محرمة، وأنا شخصية محافظة جدًّا.
وابتعدنا مدة خمسة أشهر تقريبًا، ولكننا عدنا عودة ليست تامّة؛ فنحن نتحدث مع بعضنا بين فترة وفترة، وكل ما تحدثنا أكون متحفظة جدًّا بالكلام، ولا أفصح عن مشاعري، ولا أقول له كلامًا حرامًا، ولا أسجل صوتي، أو أصور وجهي، وفكرنا في أن سنصبر إلى أن يكبر ونتزوج.
ومرة عزمت عزمًا جادًّا، وقلت: لن أكلمك في حاجة غير ضرورية أبدًا إلى أن نكبر ونتزوج إن كتب الله ، وإن لم يكتب فالشكوى لله، ولكنه قال: أخشى أن أنساكِ، لنتحدث على الأقل يومًا واحدًا كل أسبوع، ولكني رفضت بشدة، فقال: إن نسيتك فلا تلومينني، فقلت: في حفظ الله، إن كتب الله أنك ستنساني فستنساني ونحن نتحدث إلى بعضنا، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه، وسندعو أن لا ننسى بعضنا، وأن يكتب ربي بيننا نصيبًا، وتبت إلى الله توبة صادقة، ونصحته أن الذي نفعله حرام، حتى ولو كان مجرد كلام في الواتساب، فقال: حسنًا، ولا أريد أن أجتمع معك في مكان واحد مع خالاتي؛ لأني أخشى أن أتذكرك، ويحنّ قلبي، وأرغب في أن أتحدث معك، وأنا لا أستطيع، فوافقت، فهل ما فعلته حرام؟ مع العلم أني تبت توبة صادقة، وهل يجوز أن أتحدث معه مرة في الأسبوع، أو كل أسبوعين، وأن تكون المحادثة مواضيع سطحية، ولا نميل إلى الكلام المحرم، ونتحفظ جدًّا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فجزاك الله خيرًا على التزامك بالحجاب، وحرصك على اجتناب ما حرم الله تعالى، ونوصيك بالدعاء، فهو من أفضل سبل تحقيق المبتغى، وربنا كريم، أمر بالدعاء، ووعد بالإجابة، فهو القائل سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ {غافر:60}.

والمحادثة بين الأجنبيين، لا تجوز إلا لحاجة، طالت مدة المحادثة أم قصرت، والمؤانسة ليست بحاجة حقيقية، تبيح المحادثة بين الأجنبيين.

ثم إن هذا الباب خطير، والتساهل فيه ذريعة للفساد، ومن هنا شدد أهل العلم في هذا الجانب، ومنعوا منه أشد المنع، ويمكنك الاطلاع على أقوالهم في الفتوى رقم: 21582، فيجب عليك التوبة مما مضى، وعدم العودة لمثل ذلك في المستقبل، فذلك أسلم لك وله، وراجعي الفتوى رقم: 5450، ففيها بيان شروط التوبة.

ومهما أمكنكما المبادرة للزواج، فافعلا، فالعمر محدود، والعوارض كثيرة، والمصالح قد تفوت.

ولا ينبغي أن تكون الدراسة مانعًا من الزواج، فالجمع بينهما ممكن، وإن لم يحصل الجمع بينهما، فالزواج أولى.

فإن تيسر أمر الزواج عاجلًا أم آجلًا، فبها ونعمت، وإلا فليذهب كل منكما في سبيله، ولمعرفة كيفية علاج العشق راجعي الفتوى رقم: 9360.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني