الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب النزول من الحافلة عند سماع القول المنكر؟

السؤال

أركب حافلة، أذهب بها إلى الجامعة، وفي بعض الأحيان -وأنا في الحافلة- أسمع كلمات محرمة، لا ترضي الله -عز وجل- من بعض الأشخاص، ولكن أنا لا أكون جالسا معهم، ولكن يصلني صوتهم. فهل يجب عليَّ النزول من الحافلة؟ وهل أعتبر مجالسا لهم بمجرد وصول صوتهم إليَّ؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا يلزمك شرعا -فيما نرى- النزول من الحافلة عند سماع شيء من المنكر، ومن المعلوم أن المنكرات قد عمت وطمت، ولا يخلو الراكب أو الماشي من رؤية شيء من المنكرات أو سماعها، ومن المشقة بمكان أمر كل من سمع منكرا أو رآه في الحافلة بالنزول منها، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، فليس بوسع المسلم أن يقف عند كل منكر لينكره، فهذا فيه مشقة كبيرة وحرج.

قال الشيخ ابن عثيمين في اللقاء الشهري: لا يمكن للإنسان أن ينكر كل ما يشاهده في السوق مع كثرة المنكرات، لو أنه فعل ذلك ما خطا خطوةً، أو خطوتين؛ لأنه سيجد من حلق لحيته، وسيجد من يشرب الدخان، وسيجد امرأة متبرجة، وسيجد رجلًا أسبل ثيابه، يقف مع كل واحد؟! مشكلة، هذا لا يجب، وربما يكون أضحوكةً للناس إذا فعل هذا، لكن من الممكن من حين لآخر أن يمسك رجلًا يرى أنه أقرب للقبول، ويسر إليه بأن هذا العمل الذي أنت تعمله حرام ولا يجوز، وقد قال الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286]، وقال: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]. اهـ

فإن أمكن إنكار المنكر الذي تسمعه برفق ولين، وإلا فلا حرج عليك في البقاء في الحافلة حتى يحين وقت نزولك.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني