الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل حول حديث: "مَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ، كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ"

السؤال

بالنسبة للحديث عن المقنطرين: "من قام بألف آية..."، السؤال:
1) هل يلزم أن تكون قراءة الألف آية من المصحف، أم يمكن أن تكون مما يحفظه الإنسان دون النظر للمصحف؟
2) هل يلزم أن تكون الألف آية مختلفة، أم يجوز أن تكون متشابهة، فإذا قرأت سورة الواقعة عشر مرات =960 آية، أو قل هو الله أحد 250مرة =1000 آية.
فهل يجوز لأكون من المقنطرين، أن اقرأ آية واحدة مكررة عدة مرات، لأصل لألف آية، أم لا بدّ أن تكون الآيات مختلفة، وعدة أجزاء من القرآن الكريم؟
3) هل المقصود بالقيام أن تكون قراءة الألف آية داخل الصلاة أم يجوز أن تكون خارج الصلاة؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ -رَضِيَ اللهُ عنهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ، لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ، كُتِبَ مِنَ المُقَنْطِرِينَ. رواه أبو داود، وابن حبان، وابن خزيمة.

وقد حمل بعض العلماء القيام المذكور في الحديث على أنه في الصلاة، أي: قام بها مصليًّا، وقيل: ولو في غير الصلاة، قال المباركفوري في مرعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: أورد محي السنة الحديث في باب صلاة الليل، قاله الطيبي.

وحاصله: أن الحديث مطلق غير مقيد لا بصلاة، ولا بليل، فينبغي أن يحمل على أدنى مراتبه، ويدل عليه قوله: "لم يكتب من الغافلين"، وإنما ذكره البغوي في محل الأكمل.

وقال ابن حجر: أي: يقرأها في ركعتين أو أكثر، وظاهر السياق: أن المراد غير الفاتحة. انتهى.

قلت: تفسير قام يصلي، أي: بالقراءة في الصلاة بالليل في هذا المقام هو الظاهر، بل هو المتعين؛ لما روى ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم، عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ: من صلى في ليلة بمائة آية، لم يكتب من الغافلين، ومن صلى في ليلة بمائتي آية، فإنه يكتب من القانتين المخلصين. اهــ.

ولم تقيد القراءة فيه بأن تكون عن ظهر قلب، أو من المصحف، وحملها على القراءة عن ظهر قلب أولى؛ لأن الأصل في المصلي أنه لا يقرأ من المصحف.

وسواء قرأ عن ظهر قلب أم من المصحف، فإنه يرجى له أن ينال هذا الثواب.

ولم نقف على كلام للفقهاء فيما لو قرآ سورة وكررها هل يدخل في هذا الفضل أم لا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني