الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تهديد أحد الوالدين بترك المنزل إن لبست البنت الحجاب، هل يُسقِط وجوبه؟

السؤال

إحدى الفتيات تريد أن تتحجب، لكن أهلها يمنعونها من ذلك، لدرجة أن أحدهما قال لها: إذا تحجبت، فسأترك المنزل نهائيًّا -أي أنه سيحصل تفكك في الأسرة-، وقد حاولت كثيرًا نصحهما، ولكن دون فائدة، فهل هذا يسقط عنها وجوب الحجاب؟ علمًا أن الحجاب الذي يرفضه الوالدان هو غطاء الشعر فقط، وماذا تفعل؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فعلى هذه الفتاة أن تبادر بلبس الحجاب، وليس لها أن تتركه إرضاءً لمن يكرهه؛ فإرضاءُ الله أهم.

وليس ما ذُكِر إكراهًا معتبرًا، بل يجب عليها أن تتحجّب طاعة لله تعالى، ولا طاعة لأي مخلوق فيما كان فيه معصية الخالق.

ولتعلم أنها إن لم تفعل، فهي على خطر عظيم، وهي بتبرّجها مرتكبة لكبيرة من كبائر الذنوب -عياذًا بالله-، ولتكلّم أهلها بالحسنى، وتبيّن لهم أن هذا شرع الله تعالى، وأن على الجميع طاعته -سبحانه- فيما أمر به.

وأن السعادة كل السعادة في موافقة شرعه -سبحانه-، والشقاء كل الشقاء في ترك امتثال شرعه جل وعلا.

ولتصبر على ما يصيبها في سبيل التمسّك بدينها؛ فإن خيرَ الصبرِ الصبرُ على طاعة الله تعالى.

ولتعلم أن الله معها بعونه، وتوفيقه، وتأييده، إن هي أرادت وجهه، وأخلصت في طلب مرضاته -سبحانه-، كما قال جلّ اسمه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.

نسأل الله لها، ولأهلها الهداية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني