الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المريض بالاضطراب الذهاني هل يقع طلاقه الكتابي؟

السؤال

زوجي مريض باضطراب ذهاني منذ 5 سنوات، ويعالج. والآن أصبح مريضا باضطراب الشخصية الحدِّيَّة.
قام بترك البيت بدون إبداء أسباب، قال: أنا غير مرتاح هنا. وبعد عدة أيام قام بكتابة: أنت طالق، على الواتس آب، بدون أي أسباب.
عند سؤال المعالج قال إنه غير مستقر نفسيا، وما زال في بداية الاضطراب، وحالته الآن غير مستقرة أبدا. هل يقع الطلاق أم لا؟
وعندما طلبت رجوعه للمنزل قال: في بداية السنة الجديدة سوف أفكر إذا كنت أريد أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالراجح عندنا أن كتابة الطلاق في رسائل الجوال -ونحوها- من غير تلفظ به، لها حكم الكناية، فلا يقع الطلاق بها بغير نية، وقد بينا ذلك في الفتوى: 315727.
وعليه؛ فالحكم في وقوع الطلاق أو عدمه يتوقف على معرفة نية الزوج بما كتبه، وهذا يعرف من جهة الزوج، والقول فيه قوله؛ لأنّه أعلم بنيته.

جاء في المغني لابن قدامة -رحمه الله-: إذا اختلفا؛ فقال الزوج : لم أنو الطلاق بلفظ الاختيار، وأمرك بيدك. وقالت: بل نويت. كان القول قوله؛ لأنه أعلم بنيته، ولا سبيل إلى معرفته إلا من جهته. انتهى.

وكذا معرفة حال الزوج وقت كتابة الطلاق؛ هل كان مدركا مختارا، أم كان مغلوبا على عقله بسبب المرض النفسي، فلا يقع طلاقه. وراجعي الفتوى: 268846
فالذي ينبغي أن تعرض المسألة على من تمكن مشافهته من أهل العلم الموثوق بعلمهم ودينهم، ليستفصلوا من الزوج ويفتوه بما يناسب مسألته.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني