قال أبو زيد : أبكرت الورد إبكارا ، وأبكرت الغداء ، وبكرت على الحاجة وأبكرت غيري ، بكرت وأبكرت . ويقال رجل بكر صاحب بكور . كما يقال حذر . قال الخليل : غيث باكور وهو المبكر في أول الوسمي ، وهو أيضا الساري في أول الليل وأول النهار . قال :
جرت الريح بها عثنونها وتهادتها مداليج بكر
يقال : سحابة مدلاج بكور . ويقال بكرت الأمطار تبكيرا وبكرت بكورا ، إذا تقدمت .[ ص: 288 ] الفراء : أبكر السحاب وبكر ، وبكر ، وبكرت الشجرة وأبكرت وبكرت تبكر تبكيرا وبكرت بكورا ، وهي بكور ، إذا عجلت بالإثمار والينع ، وإذا كانت عادتها ذاك فهي مبكار ، وجمع بكور بكر ، قال الهذلي :
ذلك ما دينك إذ جنبت في الصبح مثل البكر المبتل
غيث تظاهر في ميثاء مبكار
فهذا الأصل الأول ، وما بعده مشتق منه . فمنه البكر من الإبل ، ما لم يبزل بعد . وذلك لأنه في فتاء سنه وأول عمره ، فهذا المعنى الذي يجمع بينه وبين الذي قبله ، فإذا بزل فهو جمل . والبكرة الأنثى ، فإذا بزلت فهي ناقة . قال أبو عبيدة : وجمعه بكار ، وأدنى العدد ثلاثة أبكر . ومنه المثل : " صدقني سن بكره " وأصله أن رجلا ساوم آخر ببكر أراد شراءه وسأل البائع عن سنه ، فأخبره بغير الصدق فقال : بكر - وكان هرما - ففره المشتري ، فقال : " صدقني سن بكره " .قال التميمي : يسمى البعير بكرا من لدن يركب إلى أن يربع ، والأنثى بكرة . والقعود البكر . قال : ويقول العرب : " أروى من بكر هبنقة " [ ص: 289 ] وهو الذي كان يحمق ; وكان بكره يصدر عن الماء مع الصادر وقد روي ، ثم يرد مع الوارد قبل أن يصل إلى الكلأ .
قال الخليل : والبكر من النساء التي لم تمسس قط . قال أبو عبيد : إذا ولدت المرأة واحدا فهي بكر أيضا . قال الخليل : يسمى بكرا أو غلاما أو جارية . ويقال أشد الناس بكر ابن بكرين . قال : وبقرة بكر فتية لم تحمل . والبكر من كل أمر أوله . ويقول : ما هذا الأمر ببكير ولا ثني ، على معنى ما هو بأول ولا ثان . قال :
وقوف لدى الأبواب طلاب حاجة عوانا من الحاجات أو حاجة بكرا
تنخلها من بكار القطاف أزيرق آمن إكسادها
[ ص: 290 ] وأما الثالث فالبكرة التي يستقى عليها . ولو قال قائل إنها أعيرت اسم البكرة من النوق كان مذهبا ، والبكرة معروفة . قال امرؤ القيس :
كأن هاديها إذ قام ملجمها قعو على بكرة زوراء منصوب