6947 ص: وقد روي عن عكرمة في هذا أيضا: ما حدثنا محمد بن النعمان ، قال: ثنا أبو ثابت المدني ، قال: ثنا حماد بن زيد ، عن رجل ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة قال: "إنما الصورة الرأس، فكل شيء ليس له رأس فليس بصورة".

وفي قول جبريل ، -عليه السلام- لرسول الله -عليه السلام- في حديث أبي هريرة : "إما أن تجعلها بساطا وإما أن تقطع رءوسها" دليل على أنه لم يبح من استعمال ما فيه تلك الصور إلا بأن تبسط".

التالي السابق

الشرح

ش: أَيْ وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَةَ فِي هَذَا الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرَهُ، وَهُوَ أَنَّ الصُّورَةَ إِنَّمَا تُكْرَهُ إِذَا كَانَتْ صُورَةَ ذِي رُوحٍ، أَمَّا إِذَا كَانَتْ صُورَةَ غَيْرِ ذِي رُوحٍ فَلَا بَأْسَ بِهَا، وَكَذَلِكَ إِذَا كَانَتْ صُورَةَ ذِي رُوحٍ وَلَكِنْ قُطِعَتْ صُورَتُهَا، أَلَا تَرَى إِلَى مَا رَوَى عِكْرِمَةُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "إِنَّمَا الصُّورَةُ الرَّأْسُ، فَكُلُّ شَيْءٍ لَيْسَ لَهُ رَأْسٌ فَلَيْسَ بِصُورَةٍ"، وَعَنْ هَذَا قَالَتْ أَصْحَابُنَا: الصُّورَةُ إِذَا كَانَتْ مَمْحُوَّةَ الرَّأْسِ فَلَا بَأْسَ بِهَا.

فَالْحَاصِلُ هَاهُنَا أَنَّ الْمَمْنُوعَ هُوَ الصُّورَةُ الَّتِي تُشْبِهُ ذَا الرُّوحِ، وَأَمَّا الصُّورَةُ الَّتِي لَا تُشْبِهُ ذَا الرُّوحِ، أَوِ الْمَمْحُوَّةُ الرَّأْسِ، أَوِ الَّتِي مِمَّا تُوطَأُ وَتُمْتَهَنُ فَلَا بَأْسَ بِهَا، ثُمَّ إِسْنَادُ مَا رَوَاهُ عِكْرِمَةُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَجْهُولٌ.

[ ص: 479 ] وَأَبُو ثَابِتٍ الْمَدَنِيُّ اسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَوْلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، شَيْخُ الْبُخَارِيِّ .

ش: أي وقد روي عن عكرمة في هذا المعنى الذي ذكره، وهو أن الصورة إنما تكره إذا كانت صورة ذي روح، أما إذا كانت صورة غير ذي روح فلا بأس بها، وكذلك إذا كانت صورة ذي روح ولكن قطعت صورتها، ألا ترى إلى ما روى عكرمة عن أبي هريرة قال: "إنما الصورة الرأس، فكل شيء ليس له رأس فليس بصورة"، وعن هذا قالت أصحابنا: الصورة إذا كانت ممحوة الرأس فلا بأس بها.

فالحاصل هاهنا أن الممنوع هو الصورة التي تشبه ذا الروح، وأما الصورة التي لا تشبه ذا الروح، أو الممحوة الرأس، أو التي مما توطأ وتمتهن فلا بأس بها، ثم إسناد ما رواه عكرمة عن أبي هريرة مجهول.

[ ص: 479 ] وأبو ثابت المدني اسمه محمد بن عبيد الله بن محمد مولى عثمان بن عفان ، شيخ البخاري .