ثم دخلت سنة سبع وستين وخمسمائة
فمن الحوادث فيها:
أنه في المحرم أعطي أبو منصور ابن المعلم مدرسة السلطان محمود التي كان فيها اليزدي واستناب فيها أبا الفتح ابن الزني وحضر جماعة من الفقهاء فافتتح التدريس بأن قال قالت طائفة من الأصوليين بأن الله ليس بموجود فنفر الحاضرون من هذا وذكر مسألة من الفروع خلافية فلم يذكر للشافعي فوصل الخبر إلى الوزير فأحضره وأمر بأن يحضر بوقة السواد وحمار ليشهر عليه [في البلد] وقال: ما وجدت في العلوم إلا هذا؟ فسأل فيه الشافعي ابن المعلم فأفرج عنه .
ووصل يوم السبت ثاني عشرين المحرم: [رسولا] يبشر بأن الخليفة خطب له ابن أبي عصرون بمصر وضرب السكة باسمه وعلقت أسواق بغداد وعملت القباب وخلع على الرسول وانكمد الروافض وكانت مصر يخطب لهم [بها] إلى هذا الأوان فكان مدة مملكة بني عبيد لها وانقطاع خطبة بني العباس إلى أن أعيدت مائتي [سنة] وثماني سنين . قال المصنف وقد صنف في هذا كتابا سميته النصر على مصر وعرضته على الإمام أمير المؤمنين . المستضيء بأمر الله
وفي ربيع الأول: خرج الخادم صندل ومعه القاضي الدمشقي صحبة برسالة إلى ابن أبي عصرون نور الدين بالشام . [ ص: 197 ]
وفي هذه الأيام: فتح قيماز بابا من داره التي بدار الخليفة إلى السوق مما يلي دكاكين الأساكفة ونصب عليه بابا من حديد فأنكر أبو بكر ابن العطار صاحب المخزن ذلك وحسن للخليفة التقدم بسده فتقدم بذلك .
وفي يوم الجمعة منتصف جمادى الأولى: جعل للشيخ ابن المنى حلقة في الجامع فجلس فيها ولم يبن فيها دكة .
وفي صبيحة الثلاثاء العشرين من جمادى الأولى: أصبحت الدنيا شديدة البرد وسقط الوفر على الناس نهارا إلى وقت الظهر إلا أنه كان خفيفا .
وفي يوم الأربعاء غرة رمضان: تكلمت في مجلسي بالحلبة فتاب على يدي نحو من مائتي رجل وقطعت شعور مائة وعشرين منهم .
وقدم في هذه الأيام محمد الطوسي الواعظ وفي رأسه حلق مشدودة وطوق وحواليه جماعة بسيوف فمضى إلى الوزير فأنكر عليه ذلك ومنع من حمل السلاح معه .
وفي يوم الأحد عاشر شوال: دخل نجاح الخادم على الوزير ابن رئيس الرؤساء ومعه خط من الخليفة يذكر أنه قد استغنى عنه فأمر بطبق دواته وحل إزاره وقيامه من مسنده ففعل ذلك وقبض على ولده أستاذ الدار وأفرج عن سعد الشرابي وأعيد عليه ما كان أخذ منه .
وفي صبيحة الثلاثاء دار الوزير ودار ولده فأخذ منها الكثير :
وفي ثاني عشر شوال استنيب صاحب المخزن ابن جعفر في الوزارة .
وفي سابع عشر شوال: وقع حريق عظيم في السوق الجديد من درب حديد إلى قريب من عقد الجديد احترقت فيه الدكاكين من الجانبين .
وفيه: فوض إلى ابن المعلم مدارس الحنفية يرتب فيها من يشاء .
وفي سادس عشرين ذي الحجة وصلت رسل ملك البحرين وكيش بهدايا فيها ألواح صندل وآبنوس وطيب وناب فيل . [ ص: 198 ]