المهلب ( د ، ت ، س )

الأمير البطل ، قائد الكتائب ، أبو سعيد ، المهلب بن أبي صفرة ظالم [ ص: 384 ] بن سراق بن صبح بن كندي بن عمرو الأزدي العتكي البصري .

ولد عام الفتح وقيل : بل ذلك أبوه .

حدث المهلب عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص ، nindex.php?page=showalam&ids=24وسمرة بن جندب ، nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=48والبراء بن عازب .

روى عنه nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب ، وأبو إسحاق ، وعمر بن سيف .

قال ابن سعد ارتد قوم المهلب ، فقاتلهم nindex.php?page=showalam&ids=28عكرمة بن أبي جهل وظفر بهم ، فبعث بذراريهم إلى الصديق ، فيهم أبو صفرة مراهقا . ثم نزل البصرة .

وقال خليفة سنة أربع وأربعين غزا المهلب الهند ، وولي الجزيرة لابن الزبير ، وحارب الخوارج ، ثم ولي خراسان .

وقال غير واحد : إن الحجاج بالغ في احترام المهلب ، لما دوخ الأزارقة . ولقد قتل منهم في ملحمة ، أربعة آلاف وثمان مائة .

وروى الحسن بن عمارة ، عن أبي إسحاق ، قال : ما رأيت أميرا قط أفضل ولا أسخى ولا أشجع من المهلب ; ولا أبعد مما يكره ، ولا أقرب مما يحب .

قال nindex.php?page=showalam&ids=16968محمد بن سلام الجمحي : كان بالبصرة أربعة ليس مثلهم : الأحنف في حلمه وعفافه ومنزلته من علي ; والحسن في زهده وفصاحته وسخائه ومحله من القلوب ; والمهلب بن أبي صفرة ، فذكر أمره ، nindex.php?page=showalam&ids=16069وسوار القاضي في عفافه وتحريه للحق .

وعن المهلب ، قال : يعجبني في الرجل ، أن أرى عقله زائدا على لسانه .

[ ص: 385 ] وروى روح بن قبيصة ، عن أبيه ، قال المهلب : ما شيء أبقى للملك من العفو ، خير مناقب الملك العفو .

قلت : ينبغي أن يكون العفو من الملك عن القتل ; إلا في الحدود ، وأن لا يعفو عن وال ظالم ، ولا عن قاض مرتش ، بل يعجل بالعزل ، ويعاقب المتهم بالسجن ، فحلم الملوك محمود إذا ما اتقوا الله ، وعملوا بطاعته .

قيل : توفي المهلب غازيا بمرو الروذ في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين . وقيل : في سنة ثلاث وولي خراسان بعده ابنه يزيد بن المهلب .

الْمُهَلَّبُ ( د ، ت ، س )

الْأَمِيرُ الْبَطَلُ ، قَائِدُ الْكَتَائِبِ ، أَبُو سَعِيدٍ ، الْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ ظَالِمِ [ ص: 384 ] بْنِ سُرَّاقِ بْنِ صُبْحِ بْنِ كِنْدِيِّ بْنِ عَمْرٍو الْأَزْدِيُّ الْعَتَكِيُّ الْبَصْرِيُّ .

وُلِدَ عَامَ الْفَتْحِ وَقِيلَ : بَلْ ذَلِكَ أَبُوهُ .

حَدَّثَ الْمُهَلَّبُ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، nindex.php?page=showalam&ids=24وَسَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنِ عُمَرَ ، nindex.php?page=showalam&ids=48وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ .

رَوَى عَنْهُ nindex.php?page=showalam&ids=16052سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ، وَأَبُو إِسْحَاقَ ، وَعُمَرُ بْنُ سَيْفٍ .

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ ارْتَدَّ قَوْمُ الْمُهَلَّبِ ، فَقَاتَلَهُمْ nindex.php?page=showalam&ids=28عِكْرِمَةُ بْنُ أَبِي جَهْلٍ وَظَفِرَ بِهِمْ ، فَبَعَثَ بِذَرَارِيِّهِمْ إِلَى الصَّدِّيقِ ، فِيهِمْ أَبُو صُفْرَةَ مُرَاهِقًا . ثُمَّ نَزَلَ الْبَصْرَةَ .

وَقَالَ خَلِيفَةُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ غَزَا الْمُهَلَّبُ الْهِنْدَ ، وَوَلِيَ الْجَزِيرَةَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ ، وَحَارَبَ الْخَوَارِجَ ، ثُمَّ وَلِيَ خُرَاسَانَ .

وَقَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ : إِنَّ الْحَجَّاجَ بَالَغَ فِي احْتِرَامِ الْمُهَلَّبِ ، لَمَّا دَوَّخَ الْأَزَارِقَةَ . وَلَقَدْ قَتَلَ مِنْهُمْ فِي مَلْحَمَةٍ ، أَرْبَعَةَ آلَافٍ وَثَمَانِ مِائَةٍ .

وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَمِيرًا قَطُّ أَفْضَلَ وَلَا أَسْخَى وَلَا أَشْجَعَ مِنَ الْمُهَلَّبِ ; وَلَا أَبْعَدَ مِمَّا يَكْرَهُ ، وَلَا أَقْرَبَ مِمَّا يُحِبُّ .

قَالَ nindex.php?page=showalam&ids=16968مُحَمَّدُ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ : كَانَ بِالْبَصْرَةِ أَرْبَعَةٌ لَيْسَ مِثْلُهُمْ : الْأَحْنَفُ فِي حِلْمِهِ وَعَفَافِهِ وَمَنْزِلَتِهِ مِنْ عَلِيٍّ ; وَالْحَسَنُ فِي زُهْدِهِ وَفَصَاحَتِهِ وَسَخَائِهِ وَمَحِلِّهِ مِنَ الْقُلُوبِ ; وَالْمُهَلَّبُ بْنُ أَبِي صُفْرَةَ ، فَذَكَرَ أَمْرَهُ ، nindex.php?page=showalam&ids=16069وَسَوَّارٌ الْقَاضِي فِي عَفَافِهِ وَتَحَرِّيهِ لِلْحَقِّ .

وَعَنِ الْمُهَلَّبِ ، قَالَ : يُعْجِبُنِي فِي الرَّجُلِ ، أَنْ أَرَى عَقْلَهُ زَائِدًا عَلَى لِسَانِهِ .

[ ص: 385 ] وَرَوَى رَوْحُ بْنُ قَبِيصَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ الْمُهَلَّبُ : مَا شَيْءٌ أَبْقَى لِلْمُلْكِ مِنَ الْعَفْوِ ، خَيْرُ مَنَاقِبِ الْمَلِكِ الْعَفْوُ .

قُلْتُ : يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْعَفْوُ مِنَ الْمَلِكِ عَنِ الْقَتْلِ ; إِلَّا فِي الْحُدُودِ ، وَأَنْ لَا يَعْفُوَ عَنْ وَالٍ ظَالِمٍ ، وَلَا عَنْ قَاضٍ مُرْتَشٍ ، بَلْ يُعَجِّلُ بِالْعَزْلِ ، وَيُعَاقِبُ الْمُتَّهَمَ بِالسِّجْنِ ، فَحِلْمُ الْمُلُوكِ مَحْمُودٌ إِذَا مَا اتَّقَوُا اللَّهَ ، وَعَمِلُوا بِطَاعَتِهِ .

قِيلَ : تُوفِيَ الْمُهَلَّبُ غَازِيًّا بِمَرْوِ الرُّوذِ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ . وَقِيلَ : فِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَوَلِيَ خُرَاسَانَ بَعْدَهُ ابْنِهِ يَزِيدُ بْنِ الْمُهَلَّبِ .