الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            معلومات الكتاب

            عنف المرأة في المجال الأسري

            الأستاذة الدكتورة / حنان قرقوتي

            تقديم

            الحمـد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي الأمين، نبيـنـا محمـد، وعـلـى آله وصـحـبـه ومـن سار على نـهجـه واتبع سنته إلى يوم الدين. وبعد:

            فهذا "كتاب الأمة" الحـادي والسبـعـون بعـد المائة: "عنف المرأة.. في المجال الأسري"، لـ: أ.د. حنان قرقوتي، في سلسلة "كتاب الأمة"، الذي يصدر عن إدارة البحوث والدراسات الإسلامية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسـلامية بدولـة قـطر، في سعيـهـا الـدؤوب لإعـادة صياغة الشخصية المسلمة في ضـوء هـدايات الـوحـي، ووفـق قيـمـه المـعـصـومة، واسـتـهـداء بسـلـوك الرسـول القدوة صلى الله عليه وسلم ، واقتفاء بحياة الأصحاب في القرون المشهود لها بالخيرية والعدالة، ومواجهة صور الغلو في الدين، والانحراف بقيمه، والاعوجاج بفهمه، والتشويه المتعمد وغير المتعمد لتنزيله على الواقع بفقه قليل وعقل عليل.

            لقد تعالت في العصر الحديث صيحات المعتنين بحقوق الإنسان عموما وبالإصلاح الاجتماعي والأسري خصوصا من أجل محاربة كل أشكال التمييز ضد النساء، وعقدت لذلك الندوات والمؤتمرات، سواء المحلي منها أو الدولي، وأنشئت المؤسسات والجمعيات لمتابعة وتطبيق النتائج والتوصيات الصادرة عن تلك الندوات والمؤتمرات، وقد آتى الكثير من تلك الجهود المبذولة في هذا [ ص: 5 ] الصدد أكله، ووقعت الاتفاقيات وسنت القوانين في كثير من دول العالم حتى صارت مما تفاخر به الدول المتحضرة، غير أن هذه الاتفاقيات ركزت أساسا على الظلم والعنف الممارس ضد المرأة من قبل الرجل، وهو لاشك واقع معاش في دنيا النـاس يستحـق الشجـب والمحاربة، إلا أنه من باب العدل والإنصاف - الذين أمر الله بهما- لا ينبغي أن نغفل الجانب الآخر، الذي هو الظلم الصادر من بعض النساء تجاه الرجال أو النساء، فهذا النوع من العنف توجد منه حالات كثيرة لا يمكن إنكارها ولا إخفاؤها ولا التستر عليها في كل المجتمعات الإنسانية بما فيها المجتمعات المسلمة.

            وتأتي هذ الدراسة كمحاولة لإعادة التوازن في معالجة ظاهرة العنف الأسري، بعرض هذه الظاهرة من العنف، التي لم تتطرق لها المؤتمرات والندوات بشكل واضح، ومحاولة تناولها في مجموعة من العوامل النفسية والاجتماعية والمادية، التي تؤدي في الغالب إلى حدوثها، وتقديم مجموعة من المقترحات والحلول من أجل العمل على تخفيف وطأتها والحد من انتشارها في المجتمعات الاسلامية، وهي وإن كانت تبدو لأول وهلة كأنها عكس التيار المتعارف عليه، الـذي يدعـو إلى رفـع الظـلـم وجمـيـع أشـكال العنـف والتـميـيـز ضـد النسـاء في مجالات متعددة بما فيها المجال الأسري، إلا أن هذا الجانب من الظلم والعنف الصادر عن النساء حري هو الآخر بالدراسة والتحليل.

            والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

            إدارة البحوث والدراسات الإسلامية [ ص: 6 ]

            التالي السابق


            الخدمات العلمية