الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 101 ] وعلى الثلاثة وتاب على الثلاثة كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع . الذين خلفوا تخلفوا عن الغزو أو خلف أمرهم فإنهم المرجئون . حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت أي برحبها لإعراض الناس عنهم بالكلية وهو مثل لشدة الحيرة . وضاقت عليهم أنفسهم قلوبهم من فرط الوحشة والغم بحيث لا يسعها أنس ولا سرور . وظنوا وعلموا . أن لا ملجأ من الله من سخطه . إلا إليه إلا إلى استغفاره . ثم تاب عليهم بالتوفيق للتوبة . ليتوبوا أو أنزل قبول توبتهم ليعدوا من جملة التائبين ، أو رجع عليهم بالقبول والرحمة مرة بعد أخرى ليستقيموا على توبتهم . إن الله هو التواب لمن تاب ولو عاد في اليوم مائة مرة . الرحيم المتفضل عليهم بالنعم .

                                                                                                                                                                                                                                        يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله فيما لا يرضاه وكونوا مع الصادقين في إيمانهم وعهودهم ، أو في دين الله نية وقولا وعملا . وقرئ « من الصادقين » أي في توبتهم وإنابتهم فيكون المراد به هؤلاء الثلاثة وأضرابهم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية