الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فإذا انسلخ الأشهر الحرم . الآية . أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : فإذا انسلخ الأشهر الحرم [ ص: 244 ] قال : هي الأربعة؛ عشرون من ذي الحجة، والمحرم، وصفر، وشهر ربيع الأول، وعشر من شهر ربيع الآخر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله : فإذا انسلخ الأشهر الحرم قال : عشر من ذي القعدة وذو الحجة والمحرم؛ سبعون ليلة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد : فإذا انسلخ الأشهر الحرم قال : هي الأربعة التي قال : فسيحوا في الأرض أربعة أشهر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن قتادة في قوله : فإذا انسلخ الأشهر الحرم الآية . قال : كان عهد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش أربعة أشهر بعد يوم النحر، كانت تلك بقية مدتهم ومن لا عهد له إلى انسلاخ المحرم، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم إذا مضى هذا الأجل أن يقاتلهم في الحل والحرم وعند البيت، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك قال : كل آية في كتاب الله فيها ميثاق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين أحد من المشركين، وكل عهد ومدة نسختها سورة "براءة" : وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله : واحصروهم قال : ضيقوا عليهم، واقعدوا لهم كل مرصد قال : لا تتركوهم يضربون في البلاد ولا يخرجوا للتجارة . [ ص: 245 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني قال : الرباط في كتاب الله قوله : واقعدوا لهم كل مرصد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود في "ناسخه" عن ابن عباس في قوله : فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ثم نسخ واستثنى فقال : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم وقال : وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية