الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                الحديث الثاني :

                                قال :

                                661 693 - حدثنا محمد بن بشار ، ثنا يحيى ، ثنا شعبة ، حدثني أبو التياح ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( اسمعوا وأطيعوا ، وإن استعمل حبشي ، كأن رأسه زبيبة ) .

                                التالي السابق


                                الأمر بطاعة الحبشي يدخل فيه الصلاة خلفه إذا استعمل على الناس ، وقد استدل بذلك الإمام أحمد ، أيضا .

                                وقد قيل : إن هذا من باب ضرب المثل لطاعة الأمراء على كل حال ، كقوله : ( من بنى مسجدا ، ولو كمفحص قطاة ) ، مع أنه لا يكون المسجد كذلك ، فكذلك العبد الحبشي لا يكون إماما ؛ فإن الأئمة من قريش .

                                وقيل : بل المراد أن الأئمة من قريش إذا ولت عبدا حبشيا أطيع ، وقد روي ذلك من حديث علي مرفوعا وموقوفا : ( إن أمرت عليكم قريش عبدا حبشيا فاسمعوا له وأطيعوا ) .

                                وهذا أشبه :

                                وقد استدل أبو ذر بهذا الحديث على الصلاة خلف العبيد إذا استعملهم الأئمة ، فروى عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ، أنه انتهى إلى الربذة وقد أقيمت الصلاة ، فإذا عبد يؤمهم ، قال : فقيل : هذا أبو ذر ، فذهب يتأخر ، [ ص: 177 ] فقال أبو ذر : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أسمع وأطيع ، ولو كان عبدا حبشيا مجدع الأطراف .

                                وفي رواية : فإذا عبد يصلي بهم ، فقالوا لأبي ذر : تقدم ، فأبى ، فتقدم العبد فصلى بهم ، ثم ذكر الحديث .

                                وقد خرج مسلم منه المرفوع .



                                الخدمات العلمية