الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون .

[46] وبينهما أي: بين الجنة والنار.

حجاب مانع ليمنع وصول أثر إحداهما إلى الأخرى، وهو السور المعروف بالأعراف، جمع عرف; سمي بذلك; لارتفاعه، ومنه عرف الديك; لارتفاعه على ما سواه من جسده.

وعلى الأعراف أي: أعالي الحجاب، وهو السور الذي ذكره الله في قوله: فضرب بينهم بسور له باب [الحديد: 13].

رجال هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فقصرت بهم سيئاتهم عن الجنة، وتجاوزت بهم حسناتهم عن النار، فوقفوا هناك حتى يقضي الله فيهم ما شاء، ثم يدخلهم الجنة بفضل رحمته، وهم آخر من يدخل الجنة.

يعرفون كلا من أهل الجنة والنار بسيماهم بعلامتهم، وهي بياض الوجه للمؤمنين، وسواده للكافرين.

ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم أي: إذا نظروا إليهم، سلموا عليهم، وقيل: المعنى: سلمتم من العقوبة.

لم يدخلوها أي: أصحاب الأعراف لم يدخلوا الجنة.

وهم يطمعون في دخولها، فيدخلونها بعد، قال الحسن: "والله [ ص: 525 ] ما جعل الله ذلك الطمع في قلوبهم إلا لخير أراده بهم".

* * *

التالي السابق


الخدمات العلمية