الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم . الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن سعد، وعبد بن حميد والترمذي وحسنه، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، والبيهقي في "سننه" عن عدي بن حاتم قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في سورة براءة : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله فقال : أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق والفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والبيهقي في "سننه" عن أبي البختري قال : سأل رجل حذيفة فقال : أرأيت قوله تعالى : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أكانوا يعبدونهم قال : لا ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، والبيهقي في "شعب الإيمان" عن حذيفة : اتخذوا أحبارهم ورهبانهم قال : أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، [ ص: 324 ] ولكنهم أطاعوهم في معصية الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن قتادة : اتخذوا أحبارهم اليهود : ورهبانهم النصارى : وما أمروا في الكتاب الذي آتاهم وعهد إليهم : إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون سبح نفسه أن يقال عليه البهتان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الضحاك قال : أحبارهم قراؤهم : ورهبانهم علماؤهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل بن عياض قال : الأحبار العلماء والرهبان العباد .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية