الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في الركوع والسجود قال : وقال مالك في الركوع والسجود : إذا أمكن يديه من ركبتيه وإن لم يسبح فذلك مجزئ عنه وكان لا يوقت تسبيحا .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : تكبير الركوع والسجود كله سواء يكبر للركوع إذا انحط للركوع في حال الانحطاط ، ويقول سمع الله لمن حمده في حال رفع رأسه وكذلك في السجود يكبر إذا انحط ساجدا في حال الانحطاط وإذا رفع [ ص: 167 ] رأسه من السجود ويكبر في حال الرفع ، وإذا قام من الجلسة الأولى لم يكبر في حال القيام حتى يستوي قائما وكان يفرق بين تكبيرة القيام من الجلسة الأولى وبين تكبيرة الركوع والسجود .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وأخبرني بعض أهل العلم أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عماله يأمرهم أن يكبروا كل ما خفضوا ورفعوا في الركوع والسجود إلا في القيام من التشهد بعد الركعتين لا يكبر حتى يستوي قائما مثل قول مالك .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك في الركوع والسجود قدر ذلك أن يمكن في ركوعه يديه من ركبتيه وفي سجوده جبهته من الأرض ، فإذا تمكن مطمئنا فقد تم ركوعه وسجوده وكان يقول : إلى هذا تمام الركوع والسجود .

                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم : أرأيت من كانت في جبهته جراحات وقروح لا يستطيع أن يضعها على الأرض وهو يقدر على أن يضع أنفه أيسجد على أنفه في قول مالك أم يومئ ؟ قال : بل يومئ إيماء .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : السجود على الأنف والجبهة جميعا قلت لابن القاسم : أتحفظ عنه إن هو سجد على الأنف دون الجبهة شيئا قال : لا أحفظ عنه في هذا شيئا قلت : فإن فعل أترى أنت عليه الإعادة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم في الوقت وغيره .

                                                                                                                                                                                      قال : وسألت مالكا عن الرجل ينكس رأسه في الركوع أم يرفع رأسه ؟ فكره مسألتي وعابه على من فعله .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : هذا يسألني عن الرجل أين يضع بصره في الصلاة ، قال : وبلغني عنه أنه قال : يضع بصره أمام قبلته وأنكر أن ينكس رأسه إلى الأرض ، قال ابن القاسم وابن وهب وعلي عن مالك بن أنس عن ابن شهاب عن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر كلما خفض ورفع فلم تزل تلك صلاته حتى قبضه الله } ، وذكر أبو هريرة وأبو سعيد الخدري عن النبي عليه السلام مثله .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : إذا فرغ الإمام من قراءة أم القرآن فلا يقل هو آمين ولكن يقول ذلك من خلفه ، وإذا قال : سمع الله لمن حمده فلا يقل هو اللهم ربنا لك الحمد ولكن يقول ذلك من خلفه ، وإذا صلى الرجل وحده فقال : سمع الله لمن حمده فليقل اللهم ربنا ولك الحمد أيضا ، قال : وإذا قرأ وهو وحده فقال : ولا الضالين فليقل آمين . قال مالك : ويخفي من خلف الإمام آمين ولا يقول الإمام آمين ولا بأس للرجل إذا صلى وحده أن يقول آمين .

                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم : هل كان مالك يأمر الرجل بأن يفرق أصابعه على ركبتيه في الركوع ويأمره أن يضمها في السجود ؟

                                                                                                                                                                                      قال : ما رأيته يحد في هذا حدا وسمعته يسأل عنه وكان يكره الحد في ذلك ويراه من البدع . ويقول : يسجد كما يسجد الناس ويركع كما يركعون .

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده لم يقل اللهم ربنا [ ص: 168 ] ولك الحمد وليقل من خلفه اللهم ربنا ولك الحمد ، ولا يقول من خلف الإمام سمع الله لمن حمده ولكن يقول اللهم ربنا ولك الحمد .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم وقال لي مالك مرة : اللهم ربنا لك الحمد ومرة اللهم ربنا ولك الحمد ، قال : وقال : وأحبهما إلي اللهم ربنا ولك الحمد .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية