الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن زيد بن أسلم أنه كان يقول ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث إما أن يستجاب له وإما أن يدخر له وإما أن يكفر عنه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          502 505 - ( مالك عن زيد بن أسلم أنه كان يقول : ما من داع يدعو إلا كان بين إحدى ثلاث : إما أن يستجاب له ) بعين ما سأل ( وإما أن يدخر له ) يوم القيامة ( وإما أن يكفر عنه ) من الذنوب في نظير دعائه .

                                                                                                          قال ابن عبد البر : هذا لا يكون رأيا بل توقيف وهو خبر محفوظ عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ثم أخرج عن جابر أن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال : " دعاء المسلم بين إحدى ثلاث : إما أن يعطى مسألته التي سأل ، أو يرفع بها درجة ، أو يحط بها عنه خطيئة ، ما لم يدع بقطيعة رحم أو مأثم أو يستعجل " .

                                                                                                          قال : وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة عن أبي سعيد قال ، صلى الله عليه وسلم : " إن دعوة المسلم لا ترد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ، إما أن تعجل له في الدنيا ، وإما أن تدخر له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء بقدر ما دعاه " . وهذا من التفسير المسند لقوله تعالى : ( ادعوني أستجب لكم ) ( سورة غافر : الآية 60 ) فهذه كلمة استجابة والله تعالى لا تنقضي حكمته ، ولذا لا تقع الإجابة في كل دعوة ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن ، وفي الحديث : " إن الله ليبتلي العبد وهو يحبه ليسمع تضرعه " انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية