الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الأعمش : عن إبراهيم ، عن علقمة قال : كنا عند عبد الله ، فجاء خباب بن الأرت حتى قام علينا ، في يده خاتم من ذهب ، فقال : أكل هؤلاء يقرؤون كما تقرأ ؟ فقال عبد الله : إن شئت أمرت بعضهم يقرأ ، قال : أجل ، فقال : اقرأ يا علقمة ، فقال فلان : أتأمره أن يقرأ وليس بأقرئنا ؟ قال عبد الله : إن شئت حدثتك بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قومه وقومك . قال علقمة : فقرأت خمسين آية من سورة مريم ، فقال عبد الله : ما قرأ إلا كما أقرأ . ثم قال عبد الله : ألم يأن لهذا الخاتم أن يطرح ؟ فنزعه ، ورمى به ، وقال : والله لا تراه علي أبدا . [ ص: 471 ]

                                                                                      شيبان : عن الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، عن أبي الأحوص قال : أتيت أبا موسى وعنده عبد الله وأبو مسعود الأنصاري وهم ينظرون إلى مصحف ، فتحدثنا ساعة ، ثم خرج عبد الله ، وذهب ، فقال أبو مسعود : والله ما أعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك أحدا أعلم بكتاب الله من هذا القائم .

                                                                                      الأعمش : عن أبي الضحى ، عن مسروق قال عبد الله : والذي لا إله غيره لقد قرأت من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضعا وسبعين سورة ، ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني تبلغنيه الإبل لأتيته . [ ص: 472 ]

                                                                                      جامع بن شداد : حدثنا عبد الله بن مرداس : كان عبد الله يخطبنا كل خمس على رجليه ، فنشتهي أن يزيد .

                                                                                      الأعمش : عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، قال ابن مسعود : لو تعلمون ذنوبي ما وطئ عقبي رجلان .

                                                                                      جابر بن نوح : عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيما نزلت . الحديث .

                                                                                      الثوري : عن أبي إسحاق ، عن خمير بن مالك قال : قال عبد الله : لقد قرأت من في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورة ، وزيد له ذؤابة يلعب مع الغلمان . [ ص: 473 ]

                                                                                      عبدة بن سليمان : عن الأعمش ، عن شقيق ، قال عبد الله : ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة على قراءة من تأمروني أن أقرأ ؟ لقد قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبعين سورة ، ولقد علم أصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله ، ولو أعلم أحدا أعلم بكتاب الله مني ، لرحلت إليه . قال شقيق : فجلست في حلق من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فما سمعت أحدا منهم يعيب عليه شيئا مما قال ولا يرد عليه . [ ص: 474 ]

                                                                                      شعبة : عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله أنهم ذكروا قراءته ، فكأنهم عابوه ، فقال : لقد علم أصحاب رسول الله أني أقرؤهم لكتاب الله ، ثم كأنه ندم ، فقال : ولست بخيرهم .

                                                                                      سويد بن سعيد : حدثنا علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن أبي وائل قال : لما أمر عثمان بتشقيق المصاحف ، قام عبد الله خطيبا فقال : لقد علم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أني أعلمهم بكتاب الله . ثم قال : وما أنا بخيرهم . [ ص: 475 ]

                                                                                      زائدة وأبو بكر بن عياش : عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بين أبي بكر وعمر ، وعبد الله قائم يصلي ، فافتتح سورة النساء يسجلها ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد . فأخذ عبد الله في الدعاء ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : سل تعط . فكان فيما سأل : اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد ، ونعيما لا ينفد ، ومرافقة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - في أعلى جنان الخلد . فأتى عمر عبد الله يبشره ، فوجد أبا بكر خارجا قد سبقه ، فقال : إنك لسباق بالخير .

                                                                                      رواه يزيد بن هارون ، عن عبيدة ، عن أبي وائل ، عن عبد الله .

                                                                                      أبو معاوية وغيره : عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : جاء رجل إلى عمر وهو بعرفة ( ح ) والأعمش عن خيثمة ، عن قيس بن مروان أنه أتى عمر ، فقال : جئت يا أمير المؤمنين من الكوفة ، وتركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلب ، فغضب عمر ، وانتفخ حتى كاد يملأ ما بين شعبتي الرجل ، فقال : ومن هو ويحك ؟ فقال : ابن مسعود . فما زال يطفئ غضبه ، ويتسرى عنه حتى عاد إلى حاله ، ثم قال : ويحك ! والله ما أعلم بقي من الناس أحد هو [ ص: 476 ] أحق بذلك منه ، وسأحدثك : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة كذلك في الأمر من أمر المسلمين ، وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجنا معه ، فإذا رجل قائم يصلي في المسجد ، فقام رسول الله يسمع قراءته ، فلما كدنا أن نعرفه ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد . قال : ثم جلس يدعو ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول له : سل تعطه . فقلت : والله لأغدون إليه فلأبشره ، قال : فغدوت فوجدت أبا بكر قد سبقني .

                                                                                      رواه أحمد في " مسنده " عن أبي معاوية ، وروى نحوه يحيى بن سعيد الأموي ، عن مالك بن مغول ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن خيثمة فذكر القصة .

                                                                                      محمد بن جعفر بن أبي كثير : عن إسماعيل بن صخر الأيلي ، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار ، عن أبيه ، عن جده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بابن مسعود وهو يقرأ حرفا حرفا ، فقال : من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن مسعود .

                                                                                      أحمد بن حنبل في " المسند " : حدثنا وكيع ، عن عيسى بن دينار ، عن أبيه ، عن عمرو بن الحارث المصطلقي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو ما قبله وروى [ ص: 477 ] جرير بن أيوب البجلي ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه .

                                                                                      زهير بن معاوية : عن منصور ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث عن علي ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لو كنت مؤمرا أحدا عن غير مشورة لأمرت عليهم ابن أم عبد .

                                                                                      رواه وكيع ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، ورواه أبو سعيد مولى بني هاشم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، وقد رواه القاسم بن معن ، عن منصور ، فقال : عاصم بن ضمرة بدل الحارث . ولفظ وكيع : لو كنت مستخلفا من غير مشورة لاستخلفت ابن أم عبد .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية