الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الانتباه لما قال الحاكم ولم يخرجاه

محمد بن محمود بن إبراهيم عطية

صفحة جزء
8676 509 - 543، 544 (8632) قال: أخبرنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري بمرو، ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري، ثنا عبدان بن عثمان ، أخبرني أبي، عن شعبة ، عن النعمان بن سالم ، عن يعقوب بن عاصم ، عن عبد الله بن عمرو قال: والله لولا شيء ما حدثتكم حديثا، قالوا: إنك قلت لا تقوم الساعة إلى كذا وكذا، قال: إنما قلت: لا يكون كذا وكذا حتى يكون أمرا عظيما، فقد كان ذاك، فقد حرق البيت، وكان كذا، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال فيلبث في أمتي ما شاء الله: يلبث أربعين، ولا أدري ليلة أو شهرا أو سنة، قال: ثم بعث الله عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام كأنه عروة بن مسعود الثقفي، قال: فيطلبه حتى يهلكه، قال: ثم يبقى الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، قال: فيبعث الله ريحا باردة تجيء من قبل الشام، فلا تدع أحدا في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضت روحه، حتى لو أن أحدكم في كبد جبل لدخلت عليه — سمعت هذه من رسول الله — صلى الله عليه وسلم — كبد جبل قال: ثم يبقى شرار الناس: من لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، في خفة الطير، قال: فيجيئهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ قال: فيقولون: ماذا تأمرنا؟ قال: فيأمرهم بعبادة الأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دار رزقهم، حسن عيشهم، قال: ثم ينفخ في الصور، فلا يسمعه أحد إلا أصغى، فيكون أول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، قال: [ ص: 488 ] فيصعق، ثم يصعق الناس، فيرسل الله مطرا كأنه الطل، قال: فتنبت أجسادهم، قال: ثم ينفخ فيه، فإذا هم قيام ينظرون، فيقال: هلموا إلى ربكم، وقفوهم إنهم مسئولون قال: فيقال: أخرجوا بعث النار. قال: فيقال: كم؟ فيقال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه.

كذا قال، ووافقه الذهبي .

التالي السابق


قلت: أخرجه مسلم (2940) كتاب (الفتن وأشراط الساعة) باب (في خروج الدجال ومكثه في الأرض، ونزول عيسى وقتله إياه، وذهاب أهل الخير والإيمان، وبقاء شرار الناس وعبادتهم الأوثان، والنفخ في الصور، وبعث من في القبور) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، حدثنا أبي، حدثنا شعبة ، عن النعمان بن سالم قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يقول: سمعت عبد الله بن عمرو وجاءه رجل فقال: ما هذا الحديث الذي تحدث به؟ تقول: إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا؟! فقال: سبحان الله، أو لا إله إلا الله، أو كلمة نحوهما، لقد هممت أن لا أحدث أحدا شيئا أبدا، إنما قلت: إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما، يحرق البيت ويكون ويكون، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين، لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما، فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه قال: سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون؟ فيقولون: فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان، وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا [ ص: 489 ] ورفع ليتا، قال: وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله، قال: فيصعق، ويصعق الناس، ثم يرسل الله، أو قال: ينزل الله مطرا كأنه الطل أو الظل (نعمان الشاك)، فتنبت منه أجساد الناس، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم يقال: يا أيها الناس هلم إلى ربكم وقفوهم إنهم مسئولون قال: ثم يقال: أخرجوا بعث النار، فيقال: من كم؟ فيقال: من كل ألف تسع مائة وتسعة وتسعين، قال: فذاك يوم يجعل الولدان شيبا ، وذلك يوم يكشف عن ساق . وحدثني محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن النعمان بن سالم قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود قال: سمعت رجلا قال لعبد الله بن عمرو : إنك تقول إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا؟! فقال: لقد هممت أن لا أحدثكم بشيء، إنما قلت: إنكم ترون بعد قليل أمرا عظيما، فكان حريق البيت، قال شعبة : هذا أو نحوه، قال عبد الله بن عمرو : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: يخرج الدجال في أمتي، وساق الحديث بمثل حديث معاذ ، وقال في حديثه: فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته. قال محمد بن جعفر : حدثني شعبة بهذا الحديث مرات، وعرضته عليه.




الخدمات العلمية