الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ( قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا ( 8 ) قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ( 9 ) قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ( 10 ) )

                                                                                                                                                                                                                                      ( قال رب أنى ) من أين ( يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا ) أي : وامرأتي عاقر . ( وقد بلغت من الكبر عتيا ) أي : يبسا ، قال قتادة : يريد نحول العظم ، يقال : عتا الشيخ يعتو عتيا وعسيا : إذا انتهى سنه وكبر ، وشيخ عات وعاس : إذا صار إلى حالة اليبس والجفاف .

                                                                                                                                                                                                                                      وقرأ حمزة والكسائي : عتيا وبكيا وصليا وجثيا بكسر أوائلهن ، والباقون برفعها ، وهما لغتان . ( قال كذلك قال ربك هو علي هين ) يسير ( وقد خلقتك ) قرأ حمزة والكسائي " خلقناك " بالنون والألف على التعظيم ، ( من قبل ) أي : من قبل يحيى ( ولم تك شيئا قال رب اجعل لي آية ) دلالة على حمل امرأتي ( قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ) أي : صحيحا سليما من غير ما بأس ولا خرس .

                                                                                                                                                                                                                                      قال مجاهد : أي : لا يمنعك من الكلام مرض . [ ص: 221 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : ثلاث ليال سويا أي : متتابعات ، والأول أصح .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي القصة : أنه لم يقدر فيها أن يتكلم مع الناس فإذا أراد ذكر الله تعالى انطلق لسانه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية