الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                450 451 452 ص: وإن احتجوا في ذلك بما حدثنا صالح بن عبد الرحمن ، ويونس وربيع الجيزي ، قالوا: ثنا عبد الله بن يوسف ، عن الهيثم بن حميد ، قال: أخبرني العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، عن عنبسة بن أبي سفيان ، عن أم حبيبة زوج النبي - عليه السلام - قالت: سمعت رسول الله - عليه السلام - يقول: " من مس فرجه فليتوضأ". .

                                                حدثنا ابن أبي داود، قال: نا أبو مسهر ، عن الهيثم ..... فذكر بإسناده مثله.

                                                قيل لهم: هذا حديث منقطع أيضا؛ لأن مكحولا ، لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان شيئا.

                                                حدثنا ابن أبي داود ، قال: سمعت أبا مسهر يقول ذلك، وأنتم تحتجون في مثل هذا بقول أبي مسهر. .

                                                التالي السابق


                                                ش: أي وإن احتج أهل المقالة الأولى فيما ذهبوا إليه بحديث أم حبيبة - رضي الله عنها - فجوابه: أنه أيضا منقطع؛ وذلك لأن مكحولا لم يسمع من عنبسة بن أبي سفيان شيئا، قاله أبو مسهر.

                                                روى الطحاوي عن ابن أبي داود ، عن أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني الدمشقي أنه كان يقول ذلك، يعني بأن مكحولا لم يسمع من عنبسة، وهم يحتجون بأبي مسهر، وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين، قال أبو مسهر: لم يسمع مكحول من عنبسة بن أبي سفيان، ولا أدري أدركه أم لا.

                                                [ ص: 106 ] فإن قلت: قال البيهقي بعد أن ذكر هذا الحديث: بلغني عن الترمذي، سألت أبا زرعة عن هذا الحديث فاستحسنه ورأيته كأنه يعده محفوظا.

                                                قلت: وقال الترمذي في كتابه: قال محمد -يعني البخاري-: لم يسمع مكحول من عنبسة بن أبي سفيان، وروى مكحول عن رجل عن عنبسة غير هذا الحديث. وكأنه لم ير هذا الحديث صحيحا.

                                                وفي "الإمام" عن ابن معين قال: هذا أضعف أحاديث هذا الباب.

                                                وأخرج النسائي : حديثا آخر من رواية مكحول ، عن عنبسة ، عن أم حبيبة، ثم قال: مكحول لم يسمع من عنبسة شيئا.

                                                وأخرج الطحاوي حديث أم حبيبة هذا من طريقين:

                                                الأول: عن صالح بن عبد الرحمن بن عمرو ، ويونس بن عبد الأعلى ، وربيع بن سليمان الجيزي كلهم عن عبد الله بن يوسف التنيسي - أحد مشايخ البخاري- عن الهيثم بن حميد الغساني الدمشقي ، عن العلاء بن الحارث بن عبد الوارث الحضرمي ، عن مكحول الشامي ، عن عنبسة بن أبي سفيان صخر ابن حرب بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي عن أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان زوج النبي - عليه السلام -.

                                                وأخرجه ابن ماجه : نحوه، وقد ذكرناه.

                                                الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أبي مسهر ، عن الهيثم بن [حميد] إلى آخره.

                                                وأخرجه الطبراني نحوه.




                                                الخدمات العلمية