الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      وفيه أيضا جاء لفظ كاذب ميقات مع مشارق مغارب


      كلا وقد جاء كذاك فيهما     لدى المعارج ولكن عنهما

      أخبر عن أبي داود بحذف ألف لفظ: كاذب، و: ميقات، و: مشارق، و: مغارب، وعن أبي عمرو بحذف الألف في: مشارق، و: مغارب، بسورة "المعارج"، كما يحذفهما أبو داود.

      أما "كاذب" ففي "هود": ومن هو كاذب وارتقبوا .

      وفي "غافر": وإن يك كاذبا ، وهو متعدد.

      وأما "ميقات" ففي "الأعراف": فتم ميقات ربه أربعين ليلة ، ولما جاء موسى لميقاتنا ، وهو متعدد ومنوع كما مثل، وقد نص في "المقنع" على ثبت هذا الوزن، ويندرج في إطلاق الناظم: "ميقاتا" من قوله تعالى: إن يوم الفصل كان ميقاتا في النبأ.

      وأما "مشارق"، و: "مغارب" ففي "الأعراف": وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها .

      وفي الصافات: ورب المشارق .

      وأما "مشارق"، ومغارب، المحذوفان للشيخين في المعارج، فقوله تعالى: فلا أقسم برب المشارق والمغارب ، والعمل عندنا على ما لأبي داود من الحذف في الألفاظ الأربعة المذكورة حيث وقعت، والضمير في قول الناظم، "وفيه" يعود على "التنزيل" الأخير، وقوله: "كلا" حال من "مشارق"، و: "مغارب"، [ ص: 106 ] وفاعل "جاء" الثاني ضمير الحذف، و: "لدى" بمعنى: "في".

      التالي السابق


      الخدمات العلمية