الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى ومنهم من يلمزك في الصدقات الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج البخاري ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم قسما إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي، فقال : اعدل يا رسول الله . فقال : ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل؟ فقال عمر بن الخطاب : يا رسول الله، ائذن لي فيه فأضرب عنقه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : دعه؛ فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فينظر في قذذه فلا يوجد فيه [ ص: 406 ] شيء ثم ينظر في نضيه فلا يرى فيه شيء، ثم ينظر في رصافه فلا يرى فيه شيء، ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى يديه - أو قال ثدييه - مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر، يخرجون على حين فرقة من الناس . قال : فنزلت فيهم : ومنهم من يلمزك في الصدقات الآية قال أبو سعيد : أشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن عليا حين قتلهم وأنا معه جيء بالرجل على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد في قوله : ومنهم من يلمزك في الصدقات قال : يروزك؛ يسألك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 407 ] وأخرج ابن المنذر عن قتادة في قوله : ومنهم من يلمزك في الصدقات . قال : يطعن عليك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سنيد، وابن جرير ، عن داود بن أبي عاصم قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم بصدقة فقسمها ههنا وههنا حتى ذهبت ورآه رجل من الأنصار فقال : ما هذا بالعدل . فنزلت هذه الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن إياد بن لقيط، أنه قرأ : " وإن لم يعطوا منها إذا هم ساخطون " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : لما قسم النبي صلى الله عليه وسلم غنائم حنين سمعت رجلا يقول : إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك فقال : رحمة الله على موسى قد أؤذي بأكثر من هذا فصبر . ونزل : ومنهم من يلمزك في الصدقات .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية