الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6403 [ ص: 48 ] 9 - باب: ظهر المؤمن حمى ، إلا في حد أو حق

                                                                                                                                                                                                                              6785 - حدثني محمد بن عبد الله حدثنا عاصم بن علي ، حدثنا عاصم بن محمد : عن واقد بن محمد : سمعت أبي ، قال عبد الله : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع :" ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة ؟" . قالوا ألا شهرنا هذا . قال :" ألا أي بلد تعلمونه أعظم حرمة ؟" . قالوا : ألا بلدنا هذا . قال :" ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة ؟" . قالوا : ألا يومنا هذا . قال :" فإن الله تبارك وتعالى قد حرم دماءكم وأموالكم وأعراضكم ، إلا بحقها ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ، ألا هل بلغت ؟" . ثلاثا كل ذلك يجيبونه : ألا نعم . قال :" ويحكم

                                                                                                                                                                                                                              - أو ويلكم - لا ترجعن بعدي كفارا ، يضرب بعضكم رقاب بعض " .
                                                                                                                                                                                                                              [ انظر : 1742 - مسلم : 66 - فتح 12 \ 85 ] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعا :" ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة ؟" الحديث السالف .

                                                                                                                                                                                                                              وهذا الحديث أخرجه من حديث عاصم بن علي عن عاصم بن محمد ، عن واقد بن محمد قال : سمعت أبي قال : أتى عبد الله فذكره . ( وعاصم ) وواقد وزيد وعمر وأبو بكر أولاد محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ، روى عاصم عن أبيه ، وعن أخويه واقد وعمر ، اتفقا على واقد وعاصم ( وعمر ) ، وانفرد البخاري بعاصم بن علي بن عاصم الواسطي .

                                                                                                                                                                                                                              قال المهلب : قوله : ( ظهر المؤمن حمى ) يعني أنه لا يحل للمسلم أن يستبيح ظهر أخيه ولا بشرته لثائرة تكون بينه وبينه أو عداوة إذا لم يكن

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 49 ] على حكم ديانة الإسلام مما كانت الجاهلية تستبيحه من الأعراض والدماء ، وإنما يجوز استباحة ذلك في حقوق الله ، أو في حقوق الآدميين ، أو في أدب لمن قصر في الدين ، كما كان عمر - رضي الله عنه - يؤدب بالدرة وبغيرها كل مظنون به ومقصر .

                                                                                                                                                                                                                              فصل :

                                                                                                                                                                                                                              قوله : (" ألا أي ") وقول أصحابه : ( ألا شهرنا هذا ) ، العرب تزيد ( ألا ) في افتتاح الكلام للتنبيه ، كقوله تعالى : ألا إنهم هم المفسدون [ البقرة : 12 ] و ألا حين يستغشون ثيابهم [ هود : 5 ] ، و ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وقال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                              ألا يا زيد والضحاك سيرا فقد جاوزتما خمر الطريق



                                                                                                                                                                                                                              قال ابن التين : ( أي ) هنا مرفوعة ويجوز نصبها ، والاختيار الرفع .

                                                                                                                                                                                                                              فصل :

                                                                                                                                                                                                                              قوله : ( قال " ويحكم - أو ويلكم - لا ترجعوا بعدي كفارا ") هو شك من المحدث أي الكلمتين قال ؟ وهل معناهما واحد أو يفترق ؟ فويح كلمة رحمة ، وويل عذاب ، أو ويح كلمة تقال لمن وقع في هلكة يستحقها .

                                                                                                                                                                                                                              قال الخليل : ولم أسمع على ثباتها إلا ويس وويب وويل . وقد سلف ذلك واضحا .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية