الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              574 حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا صدقة بن سعيد الحنفي حدثنا جميع بن عمير التيمي قال انطلقت مع عمتي وخالتي فدخلنا على عائشة فسألناها كيف كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند غسله من الجنابة قالت كان يفيض على كفيه ثلاث مرات ثم يدخلها في الإناء ثم يغسل رأسه ثلاث مرات ثم يفيض على جسده ثم يقوم إلى الصلاة وأما نحن فإنا نغسل رؤسنا خمس مرات من أجل الضفر [ ص: 203 ]

                                                                              التالي السابق


                                                                              [ ص: 203 ] قوله ( كان يفيض ) من الإفاضة ثم يغسل رأسه ثلاث مرات قيل فيه أن التثليث في الرأس سنة وألحق به غيره فإن الغسل أولى بالتثليث من الوضوء المبني على التخفيف قلت وكذا النظر في أحاديث الباب المذكورة في غير هذا الكتاب يفيد أنه كان يقصد بالثلاث استيعاب مرات لا التكرار ثلاث مرات وقد فسرناه في حاشية أبي داود ويدل عليه قول عائشة وأما نحن أي النساء فإنا نغسل إلخ إذ لا يزاد على الثلاث غير مشروعة وكون الغسل أولى بالتثليث لا يخلو عن نظر كيف وقد غلظ فيه في حديث إيصال الماء إلى تمام الأعضاء فلا يغلظ فيه ثانيا من حيث التثليث وأيضا في تثليثه من الحرج ما ليس في تثليث الوضوء وقولها من أجل الضفر بفتح فسكون مصدر ضفر رأسه وهو بفتح خصل الشعر والغالب بعضها في بعض وبفتحتين بمعنى الشيء المضفور كالشعر وغيره كذا ذكره ابن العربي .




                                                                              الخدمات العلمية