الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6426 6811 - حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى ، حدثنا سفيان قال : حدثني منصور وسليمان ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة ، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال :" أن تجعل لله ندا وهو خلقك " . قلت : ثم أي ؟ قال :" أن تقتل

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 141 ] ولدك من أجل أن يطعم معك " . قلت : ثم أي ؟ قال :" أن تزاني حليلة جارك " .
                                                                                                                                                                                                                              [ انظر : 4477 - مسلم : 86 - فتح 12 \ 114 ] .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              قال يحيى : وحدثنا سفيان ، حدثني واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله : قلت : يا رسول الله ، مثله ، قال عمرو : فذكرته لعبد الرحمن ، وكان حدثنا عن سفيان ، عن الأعمش ومنصور وواصل ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة ، قال : دعه دعه .

                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق حديث قتادة ، أنا أنس قال : لأحدثنكم حديثا لا يحدثكموه أحد بعدي ، سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول :" لا تقوم الساعة - وإما قال : من أشراط الساعة - أن يرفع العلم " . الحديث سلف .

                                                                                                                                                                                                                              وحديث عكرمة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - :" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف أيضا مختصرا ، وزاد هنا :" ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن ، ولا يقتل وهو مؤمن " .

                                                                                                                                                                                                                              قال عكرمة : قلت لابن عباس : كيف ينزع الإيمان ( منه )؟ قال : هكذا - وشبك بين أصابعه ثم أخرجها - فإن تاب عاد إليه هكذا . وشبك بين أصابعه .

                                                                                                                                                                                                                              وحديث أبي هريرة :" لا يزني الزاني حين يزني . ." الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف أيضا وزاد هنا :" والتوبة معروضة بعد " .

                                                                                                                                                                                                                              وحديث يحيى ، ثنا سفيان ، حدثني منصور وسليمان ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة ، عمرو بن شرحبيل الهمداني الكوفي عن عبد الله قلت : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال :" أن تجعل لله ندا وهو خلقك " . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 142 ] قال يحيى : ثنا سفيان ، حدثني واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله قال : قلت : يا رسول الله ، مثله . قال عمرو : فذكرته لعبد الرحمن بن مهدي ، وكان ثنا عن سفيان ، عن الأعمش ومنصور وواصل ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة ، قال : دعه دعه .

                                                                                                                                                                                                                              الشرح :

                                                                                                                                                                                                                              قوله في الأخير ( قال يحيى ) إلى آخره ، يريد : دع حديث أبي وائل عن عبد الله ؛ فإنه لم يروه عنه ، وإن كان قد روى عنه الحديث الكثير ، وقال الدارقطني في رواية ابن مهدي ، عن سفيان بن سعيد ، عن واصل ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة عمرو : وهم عبد الرحمن على الثوري ، ورواه الحسن بن عبيد الله النخعي ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، والصحيح حديث أبي ميسرة ، قال : وقال لنا أبو بكر النيسابوري : رواه يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن منصور وسليمان ، عن أبي وائل ، عن أبي ميسرة ، عن عبد الله ، قال سفيان : وحدثني واصل عن أبي وائل ، عن عبد الله ، ولم يذكر في حديث واصل عمرو بن شرحبيل ، ورواه ابن مهدي ومحمد بن كثير فجمعا بين واصل ومنصور والأعمش ، عن أبي وائل ، عن عمرو ، عن عبد الله ، فيشبه أن يكون الثوري جمع بين الثلاثة لعبد الرحمن ولابن كثير ، فجعل إسنادهم واحدا ، ولم يذكر بينهم خلافا ، وحمل حديث واصل على حديث الأعمش ومنصور وفصله ليحيى بن سعيد ، فجعل حديث واصل عن أبي وائل ، عن عبد الله ، وهو الصواب ؛ لأن شعبة ومهدي بن ميمون روياه عن واصل ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، كما رواه يحيى عن الثوري عنه .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 143 ] فصل :

                                                                                                                                                                                                                              قام الإجماع على أن الزنا من الكبائر ، وأخبر - عليه السلام - في حديث أنس - رضي الله عنه - أن ظهوره من أشراط الساعة ، أي علاماتها ، واحدها شرط بفتح الشين والراء .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله :" يرفع العلم " أي : يقبض أهله ، أي : أكثرهم ، وفي حديث آخر " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله :" ويشرب الخمر " أي : ( يكثر ) شربه .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله :" حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد " ، قال الداودي : قد كان ذلك في قوله :" يكثر النساء ويقل الرجال " .

                                                                                                                                                                                                                              وحديث عبد الله بن مسعود ( فيه ) ترتيب الذنوب في العظم ، وقد يجوز كما قال المهلب أن يكون بين الذنبين المرتبين ذنب غير مذكور ، وهو أعظم من المذكور ، قال : وذلك أنه لا خلاف بين الأمة أن عمل قوم لوط أعظم من الزنا ، وكان - عليه السلام - إنما قصد بالتعظيم من الذنوب إلى ما يخشى مواقعته وبه الحاجة إلى بيانه وقت السؤال ، كما فعل في الإيمان بوفد عبد القيس وغيرهم ، وإنما عظم الزنا بحليلة جاره ، وإن كان الزنا كله عظيما ؛ لأن الجار له من الحرمة والحق ما ليس لغيره ، فمن لم يراع حق الجوار فذنبه مضاعف لجمعه بين الزنا وبين

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 144 ] خيانة الجار الذي أوصى الله بحفظه ، وقد قال - عليه السلام -" والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه " .

                                                                                                                                                                                                                              فصل :

                                                                                                                                                                                                                              وحليلة الرجل : امرأته ، والرجل حليل ؛ لأن كل واحد منهما يحل على صاحبه ، وقيل : حليلة بمعنى : محلة ، من الحلال .

                                                                                                                                                                                                                              آخر المحاربين بحمد الله ومنه .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية