الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة :

                                                                                                                                                                                                              اختلف الناس في ستر العورة ، هل هي فرض في الصلاة أم مستحبة ؟ فأما أبو حنيفة والشافعي وأحمد فقالوا : إنها فرض فيها . وأما مالك فالمشهور من قوله أنها فرض إسلامي لا تختص بالصلاة ; وهو أشهر أقوالنا . والقول الآخر مثل قول من تقدم ; وهو الصحيح ; لما ثبت من { أمر النبي صلى الله عليه وسلم بستر العورة في الصلاة } ، والأمر على الوجوب ، وهو وإن كان فرضا إسلاميا فإنه يتأكد في الصلاة . [ ص: 307 ]

                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة : العورة على ثلاثة أقسام :

                                                                                                                                                                                                              الأول : جميع البدن ; فيجب ستره في الصلاة ; قاله أبو الفرج عنه .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : أنها من السرة إلى الركبة ولا خلاف فيه ; إنما الخلاف وهو القسم الثالث في أن ما زاد على القبل والدبر هل هو عورة مثقلة أو مخففة ؟ فقال علماؤنا وأبو حنيفة : إن القبل والدبر عورة مثقلة ، والفخذ عورة مخففة .

                                                                                                                                                                                                              والصحيح أن الفخذ ليس بعورة ; { لأنها ظهرت من النبي صلى الله عليه وسلم يوم جرى في زقاق خيبر ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلها بأفخاذ أصحابه ، ولو كانت عورة ما وصلها بها } .

                                                                                                                                                                                                              قال زيد : { نزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي وفخذه على فخذي حتى كادت أن ترض فخذي } ، أما إنه يكره كشفها فإن مالكا وغيره قد روى حديث جرهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : { غط فخذك ; فإن الفخذ عورة } ; وهو حديث مشهور .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية